نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 157
دار المأمون آيساً من نفسه ، إذ كان لا يعرف وجهاً يخلصه من المال ، فقال له كاتبه : لو عرجت على غسان بن عباد وخبرته خبرك لرجوت لك أن يعينك على أمرك . فقال له : على ما بيني وبينه ؟ قال : نعم ، فإن الرجل أريحي كريم . فحملته الحالة التي هو عليها على قبول ذلك من كاتبه فدخلا على غسان فقام إليه وتلقاه بالقبول ووفاه حقه . فقال له علي بن عيسى : الحال التي بيني وبينك لا يوجب لي ما أبديت من كرمك فقال : ذلك بحسب أمر تقع المنافسة عليه والمضايقة فيه ، والذي بيني وبينك دعه بحاله ، ولدخولك داري حرمة توجب لك على بلوغ ما رجوته عندي ، فاذكر إن كانت لك حاجة . فقص عليه كاتبه القصة . فقال : أرجو أن يكفيه الله تعالى ، ولم يزد على هذا شيئاً فنهض علي بن عيسى وخرج " من عنده " آيساً " من خيره " نادماً على قصده غسان على ما بينهما وقال لكاتبه لما خرج : ما أفدتني بقصد غسان ، وإلزامي الدخول عليه إلا تعجيل الشماتة والهوان وعساه أن يجد بذلك " السبيل " إلى التشفي بي . فلم يصر علي بن عيسى إلى داره حتى حضر إليه كاتب غسان ومعه البغال عليها المال ، فبلغه سلامه ، وقال : قد حضر المال ، فتقدم بتسليمه ، وبكر على دار أمير المؤمنين من غد فبكر علي بن عيسى
157
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 157