نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 145
فطرب واستعاده ثم قال قل لجاريتك تغني لنا صوتاً فغنت لحني في شعر ابن هرمة أفاطم إن النأي يسلي ذوي الهوى * وإن بعادي زادني بكم وجدا فطرب وشرب واستعاده مراراً حتى صليت العشاء الآخرة فقال لي : ما أقدمك علينا هذا البلد ؟ فقلت أردت بيع جاريتي هذه قال : وكم قدرت فيها من الثمن ؟ قلت : ما أقضي به ديني وأصلح به حالي ، فقال : يقنعك ثلاثون ألفاً ! فقلت ما أحوجني إلى فضل الله تعالى والمزيد منه قال : فيقنعك أربعون ألفاً ؟ قلت فيها قضاء ديني وأبقى صفراً مجرداً . قال فقد أخذتها بخمسين ألف درهم ، ولك بعد ذلك جائزة وكسوة ونفقة لطريقك وأن أشركك في حالي أبداً ما بقيت فقلت قد بعتكها قال : قد قبلت أفتثق بي أن أحمل إليك ذلك غداً وأحملها معي ، أم تكون عندك ؟ فحملني السكر وهيبته والحشمة منه على أن قلت : نعم قد وثقت بك فخذها ، بارك الله لك فيها ، فقال : لأحد خادميه : إحملها على دابتك وارتدف وراءها وامض بها ، وركب فرسه وودعني ، فما هو إلا أن غاب عني حتى عرفت موضع خطأي وغلطي وقلت ماذا صنعت بنفسي وجنيت عليها ؟ أسلمت جارية إلى رجل لا أعرفه ولا أدري مما هو ولا ما اسمه ونسبه ، ولا من أي البلاد هو ، وهبني عرفته من أين أصل إليه ، وجلست مفكراً حتى أصبحت ، فصليت وجلست موضعي ورحل أصحابي ودخلوا دمشق وصهرتني الشمس فترددت بين المقام
145
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 145