نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 143
فلما دخل إيتاخ الحبس لم نشك أنه إنما حضر لبلية . فقال : البشارة بالإطلاق ، وعرفنا صورة الحال وأطلقنا ، فحمدنا الله تعالى ، ودعونا لأحمد بن أبي داود والخليفة ، وانصرفنا إلى منزلنا . فأقمنا لحظة ثم خرجنا فوقفنا لأحمد ابن أبي داود على طريقه ننتظر عوده من دار الخليفة . فحين رأيناه ترجلنا ودعونا له وشكرناه ، فأنكر ذلك وأكبره ومنعنا من الترجل فلم نمتنع ، فوقف حتى ركبنا وسايرناه ، فأخذ يخبرنا بالخبر ونحن نشكره ، وهو يستصغر ما فعل ويقول : " هذا أقل حقوقكم " وستعلمون ما أفعله مستأنفاً ، ورجع إلى دار الخليفة عشياً فقال له الواثق : قد تبركت برأيك يا أبا عبد الله ووجدت خفاً من العلة ونشطت وأكلت وزن خمسة دراهم خبزاً بصدر دراج . فقال له يا أمير المؤمنين تلك الأيدي التي كانت تدعو عليك غدوة ، قد صارت تدعو لك عشية ويدعو لك بسببهم خلق كثير من رعيتك ، إلا أنهم قد صاروا إلى دور خراب ، وأحوال قبيحة ، بغير فرش ولا كسوة ولا دواب ، موتى جوعاً وهزالاً . قال : فما ترى ؟ قال : يا أمير المؤمنين تستكمل نعمة الله تعالى عليك ، وتكمل نعمتك عند هؤلاء القوم بما تفعله معهم . قال : وما ذك ؟ قال في الخزائن والاصطبلات بقايا ما أخذ منهم ، فلو أمرت أن ينظر في ذلك ، فكل من وجد له شيء
143
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 143