نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 142
الواثق ذلك ووقع بخط مضطرب إلى ابن الزيات بإطلاقهم ، وإطلاق كل من كان في الحبوس من غير استئمار ولا مراجعة . قال : يا أمير المؤمنين تقدم إلى الحاجب إيتاخ أن يمضي بالتوقيع إليه ، ولا يدعه يعمل شيئاً أو يطلقهم ، وأن يحول بينه وبين الوصول إليك أو يكتب رقعة أو يشتغل بشيء البتة إلا بعد إطلاقهم ، وإن لقيه راكباً في الطريق فينزله عن دابته ويجلسه ، حتى ينتهي إلى أمرك . فتقدم الواثق إلى إيتاخ بامتثال ذلك فتوجه ، فلقي ابن الزيات راكباً يريد الخليفة ، فقال له : تنزل عن دابتك وتجلس على غاشيتك فارتاع وظن أن الحادثة قد وقعت به ، فنزل وجلس على غاشيته . فوقفه على التوقيع فامتنع ، وقال : إذا أطلقت هؤلاء من أين أنفق الأموال وأقيم الأنزال . فقال : لا بد من ذلك . قال : اركب واستأذنه ، فقال : لا سبيل إلى ما ذكرت ، قال : فدعني أكاتب ، قال : ولا هذا . ولم يدعه يبرح من موضعه حتى وقع بإطلاق القوم عن آخرهم . فصار الحاجب إلينا ، ونحن في الحابس أيأس ما كنا من الفرج ، وقد بلغنا اشتداد علة الواثق وأرجف لابنه بالخلافة ، وكان صبياً ، فخفنا أن يتم ذلك فيجعل ابن الزيات للصبي شيخاً ويتولى التدبير فيتلفنا وقد امتنعنا من الطعام والشراب لفرط الغم .
142
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 142