نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 133
قال فأنفذ عبد الله بن المعتمر نفراً من الأنصار إلى المدينة فأتوا بجميع ما ضمنه ، وذبحت الغنم والنعم ، واجتمع الناس لأكل الطعام ، قال : فأقمنا أربعين يوماً على هذه الحال ، ثم قال : خذوا فتاتكم وانصرفوا مصاحبين . ثم حملها في هودج وجهزها بثلاثين راحلة عليها من التحف والطرف شيء كثير ، وودعنا وسرنا حتى إذا بقي بيننا وبين المدينة مرحلة واحدة خرجت علينا خيل تريد الإغارة ، وأحسب أنها بني سليم فحمل عليها عيينة بن الحباب فقتل منها عدة رجال ، وانحرف نحونا راجعاً وبه طعنة تفور دماً ، ثم سقط إلى الأرض ، وأتتنا النصرة من سكان الأرض فطردوا عن الخيل ، وقد قضى عيينة نحبه ، فقلنا : واعيينتاه ، فسمعتنا الجارية فألقت نفسها عليه ، وجعلت تترشفه وتصيح بحرقة وتقول : تصبرت لا أني صبرت وإنما * أعلل نفسي أنها بك لاحقة ولو أنصفت نفسي لكانت إلى الردى * أمامك من دون البرية سابقة فما أحد بعدي وبعدك منصف * خليلاً ولا نفس لنفس بصادقة ثم شهقت شهقة واحدة فقضت نحبها ، فاحتفرنا لهما جدثاً واحداً وواريناهما فيه ، ورجعت إلى ديار قومي وأقمت سبع سنين ثم عدت إلى
133
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 133