فدميت رأسه ، فقال للهبي : ما له قطع الله يده رماني رماه الله ، والله لا يرجع إلى هذا المقام أبداً . فلما كان اليوم الآخر نزل بالمحصب ، ثم جمع بطحاء ووضع رداءه عليها ، واتكأ ينظر إلى الناس ، فرأى القمر طالعا ليلة أربع عشرة فقال : إن شيئاً من الدنيا لم يتم قط إلا أخذ في النقصان ، ثم يذكر قائم الليل حين يأخذ في النقصان إن أتى التمام ، وتمام الشمس ثم رجوعها ، وتمام القمر ، ثم قال : إن الإسلام قد تم ولا يزداد إلا نقصاناً إلى يوم القيامة ! ! ! ( حتى إذا كان من جوف الليل وكب وخباء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بجنب فسطاطه ، فلما استقل عمر رضي الله عنه وانطلقت به راحلته خلفه في مكانه راكب فرفع صوته فقال : . جزى الله خيراً من أمير وباركت يد الله في ذاك الأديم الممزَّق فمن يجرؤ و يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها بوائق في أكمامها لم تفتق فسمعته عائشة رضي الله عنها فقالت : علي بالراكب ، فلم يجدوه ، فبكت وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلما قدم المدينة لم يمكث إلا قليلاً حتى طعن ! ! . وكذلك قال مسند عمر ! ! - كنز العمال : 14 / 75 : 37977 - مسند عمر ، عن الحسن البصري قال : كان عمر قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج إلى البلدان إلا بإذن وأجل ، فشكوه فبلغه ، فقام فقال : ألا إني قد سننت الإسلام سن البعير ، يبدأ فيكون جذعاً ثم ثنائياً ثم رباعياً ثم سداسياً ثم بازلاً ، فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان ! ألا ! وإن الإسلام قد بزل ، ألا وإن قريشاً يريدون أن يتخذوا مال الله مغرمات دون عباده ، ألا فأما وابن الخطاب حي فلا ، إني قائم دون شعب الحرة آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار ( سيف ، كر ) . هامش : بزل : البعير بزولاً من باب قعد فطرنا به بدخوله في السنة التاسعة فهو بازل يستوي فيه الذكر والجمع بوازل . المصباح المنير 1 / 66