وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ! فهذا المرسل يدلك أن مراد الصديق التثبت في الأخبار والتحري ، لا سد باب الرواية ، ألا تراه لما نزل به أمر الجدَّة ولم يجده في الكتاب ، كيف سأل عنه في السنَّة فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج . ( نسي هذا ( الحافظ ) أن هذا كلام عمر للنبي في مرضه ، وقد أيده أبو بكر وجماعته ! فكل حكم يصدرونه على الخوارج بسبب هذا الكلام ، فأبو بكر وعمر أحق به ! ! ) . - تذكرة الحفاظ : 1 / 5 : ( نعم فرأس الصادقين في الأمة الصديق وإليه المنتهى في التحري في القول وفي القبول . وقد نقل الحاكم فقال حدثني بكر بن محمَّد الصيرفي بمرو أنا محمَّد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمَّد قالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله ( ص ) وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيراً قالت فغمني فقلت أتتقلب لشكوى أو لشيءٍ بلغك ؟ فلما أصبح قال أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها ، فقلت لم أحرقتها ؟ قال خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك . فهذا لا يصح والله أعلم . ولم يبين الذهبي وجه الجرح في هذا الحديث ! وقال : 2 - أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبو حفص العدوي الفاروق وزير رسول الله ( ص ) ومن أيد الله به الإسلام وفتح به الأمصار وهو الصادق المحدث الملهم الذي جاء عن المصطفى ( ص ) أنه قال ( لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر ) الذي فر منه الشيطان وأعلى به الإيمان وأعلن الأذان . قال نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر قال قال النبيُّ ( ص ) ( إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ) . فيا أخي إن أحببت أن تعرف هذا الإمام حق المعرفة فعليك بكتابي ( نعم السمر في سيرة عمر ) فإنه فارق فيصل بين المسلم والرافضي ، فوالله ما يغض من عمر إلا جاهل دائص أو رافضي فاجر ، وأين مثل أبي حفص ؟ فما دار الفلك على مثل شكل عمر ، وهوالذي سن للمحدثين التثبت في النقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب ، فروى الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع فأرسل عمر في أثره فقال لم رجعت ؟ قال سمعت رسول الله ( ص ) يقول : إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يجب فليرجع . قال لتأتيني