نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 338
* ولقد لقيت غداة بدر عصبة * لأنه شهد مع المشركين بدرا وقتل قوما من المسلمين ثم فر مع من فرو ولحق بمكة . وهو الذي كان قال وعاهد الله عند الكعبة ألا يدعوه أحد إلى واحدة من ثلاث إلا أجابه . وآثاره في أيام الفجار مشهورة تنطق بها كتب الأيام والوقائع ، ولكنه لم يذكر مع الفرسان الثلاثة وهم عتيبة وبسطام وعامر ، لانهم كانوا أصحاب غارات ونهب وأهل بادية ، وقريش أهل مدينة وساكنو مدر وحجر ، لا يرون الغارات ولا ينهبون غيرهم من العرب ، وهم مقتصرون على المقام ببلدتهم وحماية حرمهم ، فلذلك لم يشتهر اسمه كاشتهار هؤلاء . ويقال له : إذا كان عمرو كما تذكر ليس هناك . فما باله لما جزع الخندق في ستة فرسان هو أحدهم فصار مع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله على أرض واحدة . وهم ثلاثة آلاف . ودعاهم إلى البراز مرارا ، لم ينتدب أحد منهم للخروج إليه ، ولا سمح منهم أحد بنفسه ، حتى وبخهم وقرعهم وناداهم : ألستم تزعمون أنه من قتل منا فإلى النار ومن قتل منكم فإلى الجنة ؟ أفلا يشتاق أحدكم أن يذهب إلى الجنة أو يقدم عدوه إلى النار ؟ فجبنوا كلهم ونكلوا ، وملكهم الرعب والوهل . فإما أن يكون هذا أشجع الناس كما قيل عنه ، أو يكون المسلمون كلهم أجبن العرب وأذلهم وأفشلهم . وقد روى الناس كلهم الشعر الذي أنشده لما نكل القوم بجمعهم عنه ، وأنه جال بفرسه واستدار ، وذهب يمنة ثم ذهب يسرة . ثم وقف تجاه القوم فقال : ولقد بححت من الندا * ء بجمعهم هل من مبارز ووقفت إذ جبن المشيع * وقفة القرن المناجز وكذاك أنى لم أزل * متسرعا نحو الهزاهز إن الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز فلما برز إليه على أجابه فقال له : لا تعجلن فقد أتا * ك مجيب صوتك غير عاجز
338
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 338