نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 333
فعلموا أن عليا قتل عمرا . فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين . ولذلك قال حذيفة بن اليمان : " لو قسمت فضيلة علي عليه السلام بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم " وقال ابن عباس في قوله تعالى : " وكفى الله المؤمنين القتال " قال : بعلى بن أبي طالب . ( 20 ) ص 47 من العثمانية فيقال للجاحظ : فعلى أيها كان مشى علي بن أبي طالب إلى الاقران بالسيف ؟ فأيما قلت من ذلك بانت عداوتك لله تعالى ولرسوله . وإن كان مشيه ليس على وجه مما ذكرت وإنما كان على وجه النصرة والقصد إلى المسابقة إلى ثواب الآخرة ، والجهاد في سبيل الله وإعزاز الدين ، كنت بجميع ما قلت معاندا ، وعن سبيل الانصاف خارجا ، وفى إمام المسلمين طاعنا . وإن تطرق مثل هذا بوهم علي عليه السلام ليتطرقن مثله على أعيان المهاجرين والأنصار أرباب الجهاد والقتال ، الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وآله بأنفسهم ، ووقوه بمهجهم ، وفدوه بأبنائهم وآبائهم . فلعل ذلك كان لعلة من العلل المذكورة ، وفى ذلك الطعن في الدين ، وفى جماعة المسلمين . ولو جاز أن يتوهم هذا في علي عليه السلام وفى غيره لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله حكاية عن الله تعالى لأهل بدر : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ، ولا قال لعلي عليه السلام : " برز الايمان كله إلى الشرك كله " ولا قال : " أوجب طلحة ( 1 ) " . وقد علمنا ضرورة من دين الرسول صلى الله عليه وآله تعظيمه لعلى عليه السلام تعظيما دينيا لأجل جهاده ونصرته ، فالطاعن فيه طاعن في رسول الله صلى الله عليه
( 1 ) أي عمل عملا أوجب له الجنة .
333
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 333