نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 332
أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا . فقال النبي صلى الله عليه وآله لأهله الأدنين : قوموا يا بني هاشم فانصروا حقكم الذي آتاكم الله على باطل هؤلاء . قم يا علي ، قم يا حمزة ، قم يا عبيدة ، ألا ترى ما جعلت هند لمن قتله يوم أحد لأنه اشترك هو وحمزة في قتل أبيها يوم بدر ؟ ! ألم تسمع قول هند ترثى أهلها : ما كان لي عن عتبة من صبر * أبى وعمى وشقيقي صدري أخي الذي كان كضوء البدر * بهم كسرت يا علي ظهري وذلك لأنه قتل أخاها الوليد بن عتبة ، وشرك في قتل أبيها عتبة . وأما عمها شيبة فإن حمزة تفرد بقتله . وقال جبير بن مطعم لوحشي مولاه يوم أحد : إن قتلت محمدا فأنت حر ، وإن قتلت حمزة فأنت حر ! فقال : أما محمد فسيمنعه أصحابه ، وأما على فرجل حذر كثير الالتفات في الحرب ، ولكني سأقتل حمزة ، فقعد له وزرقه بالحربة فقتله . ولما قلناه من مقاربة حال علي عليه السلام في هذا الباب لحال رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومناسبتها إياها ، وما وجدناه في السير والاخبار من إشفاق رسول الله صلى الله عليه وآله وحذره عليه ، ودعائه له بالحفظ والسلامة ، قال صلى الله عليه وآله يوم الخندق وقد برز على إلى عمرو ورفع يديه إلى السماء بمحضر من أصحابه : " اللهم إنك أخذت منى حمزة يوم أحد ، وعبيدة يوم بدر ، فاحفظ اليوم [ على [1] ] عليا ، رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين " . ولذلك ضن به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا ، في كلها يحجمون ويقدم على ، فيسأل الاذن في البراز حتى قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه عمرو ! فقال : وأنا على ! فأدناه وقبله وعممه بعمامته ، وخرج معه خطوات كالمودع له القلق لحاله ، المنتظر لما يكون منه . ثم لم يزل صلى الله عليه وآله رافعا يديه إلى السماء مستقبلا لها بوجهه ، والمسلمون صموت حوله كأنما على رؤوسهم الطير ، حتى ثارت الغبرة وسمعوا التكبير من تحتها