responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 331

إسم الكتاب : العثمانية ( عدد الصفحات : 363)


مؤكدا لهذا البيع والشراء " ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " . وقال الله تعالى : " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح " .
فمواقف الناس في الجهاد على أحوال ، وبعضهم في ذلك أفضل من بعض . فمن دلف إلى الاقران واستقبل السيوف والأسنة كان أثقل على أكتاف الأعداء لشدة نكايته فيهم ، ممن وقف في المعركة وأعان ولم يقدم ، وكذلك من وقف في المعركة وأعان ولم يقدم إلا أنه بحيث تناله السهام والنبل ، وأعظم غناء وأفضل ممن وقف حيث لا يناله ذلك . ولو كان الضعيف والجبان يستحقان الرياسة بقلة بسط الكف وترك الحرب ، وأن ذلك يشاكل فعل النبي صلى الله عليه وآله ، لكان أوفر الناس حظا في الرياسة وأشدهم لها استحقاقا حسان بن ثابت . وإن بطل فضل علي عليه السلام في الجهاد لان النبي صلى الله عليه وآله كان أقلهم قتالا - كما زعم الجاحظ - ليبطلن على هذا القياس فضل أبى بكر في الانفاق ، لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان أقلهم مالا .
وأنت إذا تأملت أمر العرب وقريش ، ونظرت السير وقرأت الاخبار ، عرفت أنها كانت تطلب محمدا صلى الله عليه وآله وتقصد قصده ، وتروم قتله ، فإن أعجزها وفاتها طلبت عليا عليه السلام وأرادت قتله ، لأنه كان أشبههم بالرسول حالا ، وأقربهم منه قربا ، وأشدهم عنه دفعا ، وأنهم متى قصدوا عليا فقتلوه أضعفوا أمر محمد صلى الله عليه وآله وكسروا شوكته ، إذ كان أعلى [1] من ينصره في البأس والقوة والشجاعة ، والنجدة والاقدام والبسالة . ألا ترى إلى قول عتبة بن ربيعة يوم بدر وقد خرج هو وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة ، فأخرج إليهم الرسول نفرا من الأنصار فاستنسبوهم فانتسبوا لهم . فقالوا : ارجعوا إلى قومكم ثم نادوا : يا محمد ،



[1] هذا ما في ط : وفى الأصل : " على " .

331

نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست