نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 326
( 18 ) ص 44 - 45 من العثمانية هذا هو الكذب الصراح والتحريف ، والادخال في الرواية ما ليس منها . والمعروف المنقول أنه صلى الله عليه وآله قال له : " اذهب فاضطجع في مضجعي وتغش ببردى الحضرمي فإن القوم سيفقدونني ولا يشهدون مضجعي ، فلعلهم إذا رأوك يسكنهم ذلك حتى يصبحوا . فإذا أصبحت فاغد في أمانتي " ولم ينقل ما ذكره الجاحظ ، وإنما ولده أبو بكر الأصم وأخذه الجاحظ ولا أصل له . ولو كان هذا صحيحا لم يصل إليه منهم مكروه . وقد وقع الاتفاق على أنه ضرب ورمى بالحجارة قبل أن يعلموا من هو حتى تضور ، وأنهم قالوا له : رأينا تضورك ، فإنا كنا نرمي محمدا ولا يتضور . ولان لفظة " المكروه " إن كان قالها إنما يراد بها القتل ، فهب أنه أمن من القتل كيف يأمن من الضرب والهوان ، أو من أن ينقطع بعض أعضائه ، وبأن سلمت نفسه . أليس الله تعالى قال لنبيه : " بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " . ومع ذلك فقد كسرت رباعيته وشج وجهه وأدميت ساقه ، وذلك لأنها عصمة من القتل خاصة . وكذلك المكروه الذي أومن علي عليه السلام منه - إن كان صح ذلك الحديث - إنما هو مكروه القتل . ثم يقال له : وأبو بكر لا فضيلة له أيضا في كونه في الغار ، لان النبي صلى الله عليه وآله قال له : " لا تحزن إن الله معنا " ، ومن يكن الله معه فهو آمن لا محالة من كل سوء ، فكيف قلت : " ولم ينقل ناقل أنه قال لأبي بكر في الغار مثل ذلك " فكل ما يجيب به عن هذا فهو جواب عما أورده . فنقول له : هذا ينقلب عليك في النبي صلى الله عليه وآله ، لان الله تعالى وعده بظهور دينه وعاقبة أمره ، فيجب على قولك ألا يكون مثابا عند الله تعالى على ما يحتمله من المكروه ولا ما يصيبه من الأذى ، إذ كان أيقن بالسلامة والفتح في غده ( 1 )
( 1 ) ط : " عدته " أي وعده ، وأثبت ما في الأصل .
326
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 326