responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 327


( 19 ) ص 45 - 47 من العثمانية لقد أعطى أبو عثمان مقولا وحرم معقولا ، إن كان يقول هذا على اعتقاد وجد ، ولم يذهب به مذهب اللعب والهزل ، أو على طريق التفاصح والتشادق ، وإظهار القوة والسلاطة ، وذلاقة اللسان ، وحدة الخاطر ، والقوة على جدال الخصوم .
ألم يعلم أبو عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان أشجع البشر ، وأنه خاض الحروب وثبت في المواقف التي طاشت فيها الألباب وبلغت القلوب الحناجر .
فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة : على والزبير وطلحة وأبو دجانة ، فقاتل ورمى بالنبل حتى فنيت نبله ، وانكسرت سية قوسه ، وانقطع وتره ، فأمر عكاشة بن محصن أن يوترها فقال : يا رسول الله لا يبلغ الوتر .
قال : أوتر ما بلغ ، قال عكاشة : فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبرا على سية القوس ، ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت .
وبارز أبي بن خلف فقال له أصحابه : إن شئت عطف عليه بعضنا ! فأبى وتناول الحربة من الحارث بن الصمة ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير . قالوا : فتطايرنا عنه تطاير الشعارير ( 1 ) فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور ، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه إلا قوله تعالى : " إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم " فكونه عليه السلام في أخراهم وهم يصعدون ولا يلوون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر .
وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الأدنين ، وقد فر المسلمون كلهم ، والنفر التسعة محدقون به : العباس أخذ بحكمة بغلته ، وعلى بين يديه مصلت سيفه ، والباقون حول بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله يمنة ويسرة ، وقد انهزم المهاجرون


( 1 ) جمع شعرور ، وهو ما يجتمع على دبرة البعير من الذبان .

327

نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست