نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 324
إلى المبارزة ، فأحجم الناس كلهم عنه لما علموا من بأسه وشدته . ثم كرر النداء فقام علي عليه السلام فقال : أنا أبرز إليه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه عمرو . قال : نعم وأنا على . فأمره بالخروج إليه ، فلما خرج قال صلى الله عليه وآله : برز الايمان كله إلى الشرك كله . وكيوم أحد حيث حمى رسول الله صلى الله عليه وآله من أبطال قريش وهم يقصدون قتله ، فقتلهم دونه حتى قال جبريل عليه السلام : يا محمد ، إن هذه هي المواساة . فقال : " إنه منى وأنا منه " فقال جبريل : وأنا منكما ، ولو عددنا أيامه ومقاماته التي شرى فيها نفسه لله تعالى لأطلنا وأسهبنا . ( 16 ) ص 42 - 43 من العثمانية أما كثرة المستجيبين فالفضل فيها راجع إلى المجيب لا إلى المجاب . على أنا قد علمنا أن من استجاب لموسى عليه السلام أكثر ممن استجاب لنوح عليه السلام ، وثواب نوح أكثر ، لصبره على الأعداء ومقاساة خلافهم وعنتهم . وأما إنفاق المال فأين محنة الغنى من محنة الفقير ، وأين يعدل إسلام من أسلم وهو غنى إن جاع أكل وإن أعيا ركب ، وإن عرى لبس ، قد وثق بيساره واستغنى بماله ، واستعان على نوائب الدنيا بثروته - بمن لا يجد قوت يومه ، وإن وجد لم يستأثر به ، فكان الفقر شعاره ، وفى ذلك قيل : " الفقر شعار المؤمن " وقال الله تعالى لموسى : يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين . وفى الحديث " إن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم احشرني في زمرة الفقراء " . ولذلك أرسل الله محمدا صلى الله عليه وآله فقيرا وكان بالفقر سعيدا ، فقاسى محنة الفقر ومكابدة الجوع ، حتى شد الحجر على بطنه . وحسبك بالفقر فضيلة في دين الله لمن صبر عليه ، فإنك لا تجد صاحب الدنيا يتمناه ، لأنه مناف لحال الدنيا وأهلها ، وإنما هو شعار أهل الآخرة .
324
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 324