responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 323


لموضع الحيلة ويطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيظفر به ومنها أنه وإن كان ثقة ضابطا للسر شجاعا نجدا فلعله غير محتمل للمبيت على الفراش ، لان هذا أمر خارج عن الشجاعة إن كان قد قامه مقام المكتوف الممنوع ، بل هو أشد مشقة من المكتوف الممنوع ، لان المكتوف الممنوع يعلم من نفسه أنه لا سبيل إلى الهرب وهذا يجد السبيل إلى الهرب وإلى الدفع عن نفسه ، ولا يهرب ولا يدافع . ومنها أنه وإن كان ثقة عنده ضابطا للسر شجاعا محتملا للمبيت على الفراش فإنه غير مأمون أن يذهب صبره عند العقوبة الواقعة ، والعذاب النازل بساحته ، حتى يبوح بما عنده ويصير إلى الاقرار بما يعلمه ، وهو أنه أخذ طريق كذا ، فيطلب فيؤخذ . فلهذا قال علماء المسلمين : إن فضيلة علي عليه السلام تلك الليلة لا نعلم أحدا من البشر نال مثلها ، إلا ما كان من إسحاق وإبراهيم عند استسلامه للذبح . ولولا أن الأنبياء لا يفضلهم غيرهم لقلنا إن محنة على أعظم ، لأنه قد روى أن إسحاق تلكأ لما أمره أن يضطجع ، وبكى على نفسه ، وقد كان أبوه يعلم أن عنده في ذلك وقفة ، ولذلك قال له : " فانظر ماذا ترى " وحال علي عليه السلام بخلاف ذلك ، لأنه ما تلكأ ولا تعتع ولا تغير لونه ولا اضطربت أعضاؤه . ولقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يشيرون عليه بالرأي المخالف لما كان أمر به وتقدم فيه فيتركه ويعمل بما أشاروا به ، كما جرى يوم الخندق في مصانعة الأحزاب بثلث تمر المدينة ، فإنهم أشاروا عليه بترك ذلك فتركه . وهذه كانت قاعدته معهم وعادته بينهم . وقد كان لعلى عليه السلام أن يقتل بعلة وأن يقف ويقول : يا رسول الله ، أكون معك أحميك من العدو ، وأذب بسيفي عنك ، فلست مستغنيا في خروجك عن مثلي ، ونجعل عبدا من عبيدنا في فراشك قائما مقامك ، يتوهم القوم برؤيته نائما في بردك أنك لم تخرج ولم تفارق مركزك . فلم يقل ذلك ولا تحبس ، ولا توقف ولا تلعثم ، وذلك لعلم كل واحد منهما صلى الله عليه وآله أن أحدا لا يصبر على ثقل هذه المحنة ، ولا يتورط في هذه الهلكة ، إلا من خصه الله تعالى بالصبر على مشقتها ، والفوز بفضيلتها . وله من جنس ذلك أفعال كثيرة ، كيوم دعا عمرو بن عبد ود المسلمين

323

نام کتاب : العثمانية نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست