الوحي إليه ، كلما هتف به هاتف ، أو سمع من حوله رجفة راجف ، أو رأى رؤيا ، أو سمع كلاماً ، يخبر بذلك خديجة وعلياً « عليهما السلام » ، ويستسرهما هذه الحال ، فكانت خديجة تثبته ، وتصبّره ، وكان علي « عليه السلام » يهنئه ويبشره ، ويقول له : « والله يا ابن عم ، ما كذب عبد المطلب فيك ، ولقد صدقت الكهَّان فيما نسبته إليك ، ولم يزل كذلك إلى أن أمر « صلى الله عليه وآله » بالتبليغ » [1] . فذلك كله يعطي : أن علياً « عليه السلام » عاش أجواء الوحي والنبوة من أول يوم فتح عينيه فيه على الحياة ، ولم تزل تظهر له دلائل النبوة ونفحاتها ساعة بعد ساعة . . غير أن لنا تحفظاً على القول بأن خديجة كانت تثبته وتصبره . فإنه « صلى الله عليه وآله » لا يحتاج إلى ذلك . وقد ذكر المعتزلي : أن سنة ولادة علي « عليه السلام » هي السنة التي بدئ فيها رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فأسمع الهتاف من الأحجار ، والأشجار ، وكشف عن بصره فشاهد أنواراً وأشخاصاً ، ولم يخاطب فيها بشيء . وكان « صلى الله عليه وآله » يتيمن بتلك السنة ، وبولادة علي « عليه السلام » فيها ، ويسميها سنة الخير والبركة [2] .
[1] كنز الفوائد للكراجكي ص 117 وبحار الأنوار ج 35 ص 44 . [2] راجع : شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 4 ص 115 وبحار الأنوار ج 39 ص 328 ومستدرك سفينة البحار ج 7 ص 379 والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص 147 .