بعض الشخصيات الشيعية - ولو مع التقية - إلى المراكز الحساسة في الدولة التي يحكمها الظالمون ، كما هو الحال في ابن يقطين في دولة الرشيد العباسي . وقد بقي بعض الشيعة يحاولون النفوذ إلى بعض المراكز في الحكومات ، حتى بعد عصر الأئمة الطاهرين « صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين » . ولكنهم في نفس الوقت يمنعون صفوان الجمال من كراء جماله لهارون الرشيد حتى لأجل أداء فريضة الحج ، فكيف نوفق بين هذين الموقفين . ومن المفيد جداً أيضاً : التعرف على الأساليب العملية في مجال الدعوة ، والشعر ، والكرامات ، والإخبار بالمغيبات . بل نجد عطاياهم للشعراء مثيرة للعجب ، لكثرتها ، فيرد سؤال : أليس الفقراء كانوا أولى بهذا المال من هذا الشاعر ؟ كما لا بد من دراسة استشهادات علي « عليه السلام » والحسين « عليه السلام » لحديث الغدير في رحبة الكوفة وفي منى ، وغير ذلك من المواضع . وهناك أيضاً موضوع تخصيص الإمام الباقر « عليه السلام » ثمان ماءة درهم يندبنه بعد موته في منى في موسم الحج لمدة عشر سنين . هذا بالإضافة إلى حثهم الشديد والأكيد على إقامة مجالس العزاء والبكاء على الحسين « عليه السلام » . إلى غير ذلك من أساليب تعليمية وإعلامية اختاروها في مجال دعوتهم إلى الله سبحانه ، وكلها مشروعة ، ومؤثرة . 32 - وإذا كان الاهتمام بالابتعاد عن مذهب أهل البيت ، وبالجعل والاختلاق للحديث - قد تجلى في القرن الأول أكثر منه في الذي يليه فإننا