نلاحظ قلة المأثورات في الفقه في القرن الأول ، ولم يكن ثمة تحديد واضح لكثير من المسائل والأحكام في تلك الفترة ، وقد يكون ذلك لأجل تفويت الفرصة على الوضاعين وأعداء الحق . وقد يكون لغير ذلك أيضاً . ثم بدأ التركيز على المسائل الفقهية وتحديدها ، وتحديد الحق في غيرها من المسائل العقائدية منها وغيرها - بدأ - بعد ذلك القرن ، أي من زمن الباقر « عليه السلام » . أو فقل : بعد مضي سبع سنين من إمامته ، كما أشارت إليه بعض النصوص . كما أن إظهار الجانب العقائدي السياسي والتدبيري قد كان في عهد الإمام علي أمير المؤمنين « عليه السلام » أكثر منه في عهد سائر الأئمة من ولده . 33 - كما لا بد من دراسة مواقفهم « عليهم السلام » من الثقافات الوافدة ، والمعايير التي رسموها لشيعتهم لقبول ما يمكن قبوله منها ، ورد ما يجب ردّه ، مع بيان ما قبلوه مطلقاً ، وما قبلوه بشرط ، وما لم يقبلوه مطلقاً أيضاً . 34 - وأخيراً . . لا بد من معالجة موضوع الغيبة وفوائدها ، وآثارها . وكيف ربى الأئمة شيعتهم على الاستقلال الفكري ، بإعطائهم الضوابط والمعايير العامة التي تمكنهم - لو روعيت - من اتخاذ الموقف الصحيح في مختلف الحالات والظروف ، وعلى مر الزمان . كما لا بد من دراسة الزلزال الكبير الذي أحدثته الغيبة ، رغم الإعداد لها بإمامة الجواد والهادي وهما صغيران ، وبإحتجاب العسكريين عن الناس أيضاً تمهيداً لذلك ، وغير ذلك مما يجده الباحث المتتبع .