فيخبره الملك منذ ولادته بما أنزل الله تعالى على رسوله « صلى الله عليه وآله » ؟ ! ثالثاً : إن نطق الصغير بالكلام ، وظهور رجاحة عقله ، وإقراره بالإيمان ، وبالإسلام ، وبغير ذلك . . وإن كان مخالفاً للعادة ، لكنه ليس من المحالات في نفسه ، ونحن نشهد تفاوتاً ظاهراً في وعي الأطفال في صغرهم ؛ وفي أوقات ظهور ذلك منهم . . فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي يظهر هذه الفضيلة لهم . وقد أنطق الله تعالى عيسى بن مريم « عليه السلام » فور ولادته ، كما صرحت به الآيات الكريمة التي أشرنا إليها آنفاً ، فلماذا لا يُنطِق علياً « عليه السلام » ، وهو أفضل منه ، كما أظهرته الأحاديث الشريفة ، ومنها حديث : لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ، آدم فمن دونه ؟ ! [1] . حكيم بن حزام لم يولد في الكعبة : وبعد جميع ما تقدم نقول : قال السيد الحميري ، المتوفى في سنة 173 ه : ولدته في حرم الإله وأَمنِهِ * والبيت حيث فِناؤه والمسجدُ بيضاء طاهرة الثياب كريمة * طابت وطاب وليدها والمولد في ليلة غابت نحوس نجومها * وبدا مع القمر المنير الأسعد