ما لف في خرق القوابل مثله * إلا ابن آمنة النبي محمد ويقول عبد الباقي العمري : أنت العلي الذي فوق العلى رُفعا * ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا ولكن نفوس شانئي علي « عليه السلام » قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها ، فحاولت تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين ، ورواة الحديث والأثر ، والضرب بها عرض الجدار ، حيث نجدهم يسعون - وبكل جرأة ولا مبالاة - ليثبتوا ذلك لرجل آخر غير علي « عليه السلام » ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعلي أيضاً ، حتى لقد قال في كتاب النور : « حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره . وأما ما روي من أن علياً ولد فيها فضعيف عند العلماء » [1] . وقال المعتزلي : « كثير من الشيعة يزعمون : أنه ولد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون : أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام » [2] . ثم حاول الحلبي والدياربكري الجمع والصلح بين الفريقين ، باحتمال ولادة كليهما فيها [3] .
[1] راجع : السيرة الحلبية ج 1 ص 139 و ( ط دار المعرفة ) ج 1 ص 227 وذكر ولادته فيها في : أسد الغابة ج 2 ص 40 والإصابة ج 1 ص 349 والاستيعاب ( بهامش الإصابة ) ج 1 ص 320 . [2] شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 14 . [3] تاريخ الخميس ج 1 ص 279 والسيرة الحلبية ج 1 ص 129 .