ثانياً : إن نفس النص المتقدم يشير إلى : أن اسم عبد مناف بن قصي هو لقب لحقه في كبره ، فقد أضاف الزبيدي قوله : « وبه سمي عبد مناف . وكانت أمه قد أخدمته هذا الصنم . . » . إلى أن قال : « واسم عبد مناف المغيرة » [1] . وهذا يدل على : أن أباه لم يسمه بهذا الاسم . ولعل المراد بأمه في كلام الزبيدي التي أخدمته الصنم هي مرضعته ، لأن أمه التي ولدته ، يفترض أن تكون موحدة ، ولا تقدِّس الأصنام . غير أننا نقول : إن مرضعته أيضاً لا تكون عابدة صنم . وقد تقدم : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » قال : « واسم عبد مناف المغيرة . فغلب اللقب على الاسم » [2] . الجنين يمنع أمه من الإقتراب من الأصنام ! ! : وقد ورد : أن أبا طالب قال لفاطمة بنت أسد ، وكان علي « عليه السلام » صبياً : رأيته يكسر الأصنام ، فخفت أن تعلم كبار قريش ( ذلك ) . فقالت : يا عجباً ! ! ( أنا ) أخبرك بأعجب من هذا ، ( وهو ) أني اجتزت بالموضع الذي كانت أصنامهم فيه منصوبة وعلي في بطني ، فوضع رجليه في جوفي شديداً لا يتركني ( أن ) أقرب من ذلك الموضع الذي فيه أصنامهم ،
[1] تاج العروس ج 6 ص 263 و ( ط دار الفكر - سنة 1994 م ) ج 12 ص 515 . [2] تقدمت مصادر ذلك .