وأنا كنت أطوف بالبيت لعبادة الله تعالى ، لا للأصنام [1] . ونقول : قد تضمن النص المتقدم حقيقتين : أولاهما : حساسية الجنين تجاه الأصنام . حيث بينت الرواية : أنه « عليه السلام » حتى حين كان لا يزال جنيناً لا يترك أمه تقترب من الأصنام . . وذلك يدل على ما يلي : ألف : إنه رغم كونه جنيناً كان يدرك اقتراب أمه من موضع الأصنام ، وابتعادها عنه . ولا يكون ذلك إلا بلطف إلهي ، هيأ له القدرة على هذا الإدراك . ب : إن نفسه كانت تنفعل بهذا الإقتراب سلبياً ، ولا يرضى به منها . ج : إنه يبادر إلى إيجاد الكوابح والموانع من هذا الإقتراب ، بصورة فعلٍ جسدي مؤثر . د : إنه لا يرضى منها بالإقتراب حتى غير المقصود لها ، بل حتى لو كان اقتراباً يقصد به الإقتراب من الكعبة نفسها ، لأجل عبادة الله ، التي تتنافى مع تقديس وتعظيم تلك الأصنام . الثانية : علي يكيد الأصنام وهو طفل : ثم ذكرت الرواية : أن أبا طالب يحكي لزوجته أنه رأى علياً « عليه
[1] مدينة المعاجز ج 3 ص 147 و 148 والخرائج والجرائح ج 2 ص 741 وبحار الأنوار ج 42 ص 18 .