يثرب : بالثاء المثلثة ، اسم جاهلي لمدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت بيثرب بن قانية بن مهليل بن ارم بن سام بن نوح ، لأنه أول من نزلها . ولمّا هلك هؤلاء ببعض غوائل الدهر وأقصدتهم سهامه قال بعض ولده ممن رثاهم : عين جودي على عبيل وهل يُر * جع ما فات فيضُها بانسجام عمروا يثرباً وليس بها شف * ر ولا صارخ ولا ذو سنام غرسوا لينها بمجرى معين * ثمّ حفوا الفسيل بالآجام وقال الله تعالى حاكياً " وَإذ قَالَت طَائِفَة مِنهم يَا أهلَ يَثرِب لَا مُقَامَ لَكم " " الأحزاب : 13 " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " تسمونها يثرب ألا وهي طيبة " ، كأنه كره أن تسمى يثرب لما فيه من لفظ التثريب . ولمّا خرج عمرو بن عامر من اليمن بسبب أنه رأى جرذاً يحفر في سدّ مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، علم أنه لا بقاء للسدّ على ذلك ، فعزم على النقلة من اليمن ، فكاد قومه ، فأمر أصغر بنيه أن يلطمه في القصة المشهورة ، فتفرقوا في البلاد ، فنزلت الأوس والخزرج يثرب ، والخبر طويل . قالوا : وكانت يثرب تدعى في الجاهلية غلبة ، غلب عليها اليهود العماليق ، وغلب الأوس الخزرج علها اليهود ، وغلب المهاجرون عليها الأوس والخزرج ، وغلب الأعاجم عليها المهاجرين . يجاجين : بمقربة من سبتة ، وهي مدينة جليلة مفيدة ، على نهر عذب ، وبها جامع وأسواق وحمّام ، وهي لمصمودة . اليحموم : جبل بالجزيرة قريب من الثرثار . يدوغ : جبل يدوغ على مدينة بونة ، وهو عالي الذروة ، وفيه معادن الحديد . اليرموك : موضع بالشام فيه كانت الوقيعة العظمى المشهورة للمسلمين على الروم في الصدر الأول . قالوا : إن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لمّا بلغه كتاب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يأمره بنزول حمص ويحذره من المتنصرة ، انثنى أبو عبيدة رضي الله عنه إلى حمص فنزل بها يوم الجمعة من شوّال سنة أربع عشرة ، فصالحه أهلها على أداء الجزية بعد أن قاتلهم ، وبها مات عكرمة بن أبي جهل ، وبعث خالداً رضي الله عنه إلى المعرّات وبلد العواصم ، فصالحه أهلها على أداء الجزية ، فلما بلغ هرقل افتتاح العرب لهذه البلاد ، جيش الجيوش من كل ناحية ، وأرسل إلى أهل رومية وأهل قسطنطينية وأهل أرمينية ومن كان على دينه من أهل الجزيرة ، وبعث إلى عماله أن يحشدوا كلَّ من بلغ الحلم فما فوقه من أهل مملكته إلا الشيخ الفاني ، فاجتمعوا ، ووجَّه معهم من الملوك ابن قاطر وجرجير الأرمني والدرنجار وقورين ابن أخته ، ومعهم الشمامسة والقسيسون والرهبان والأساقفة والبطارقة ، ولم يبق في الصوامع راهب إلا نزل غضباً لدينهم ، فرفعوا مائة ستين صليباً تحت كل صليب عشرة آلاف ، وأمر عليهم ماهان الأرمني ، وكان من أشرافهم وعظمائهم ليس فيهم أشجع منه . فلما بلغ المسلمين اجتماع جموع الروم استشار أبو عبيدة رضي الله عنه أهل الرأي ، فكلهم أشار عليه بالخروج عن الشام إلا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وتبعه على ذلك قيس بن هبيرة بن مكشوح ، وكان مثله في الشدة والاقدام والشجاعة ، فقال خالد لأبي عبيدة : ولِّني ما وراء بابك ودعني والأمر ، فولاه أبو عبيدة أمرهم .