وما يليها ص 1904 وما يليها ص 1913 وما يليها ) . ولكن تأريخ زحف الضحاك بشهر ذي القعدة سنة 127 ( الطبري 2 / 1914 س 16 ) يدعو إلى مزيد من التفكير . إذ يرتبط ارتباطا وثيقا بأحداث أخرى ( ص 913 س 13 ) منها أن مروان قد فرغ من أمر حمص والشام في ذي القعدة سنة 127 وأنه أصبح بذلك طلق اليد في أن يتولى أمر الضحاك وهذا خطأ أسبق من الواقع بسنة تقريبا فتبعا لما يقوله الطبري في ( ص / 1938 س 19 ) لم يرجع الضحاك في نفس السنة التي خرج فيها ( أي سنة 127 ه ) إلى بلاده ( الموصل ) بل كان ذلك بعد أن تغيب عنها عشرين شهرا . أما الاحداث الأخرى فتشير إلى دعوة أهل الموصل الضحاك فأقبل ووطد عامل الخليفة . وجرى له الامر على ما يرام لأنه كان يدفع عطاءا كبيرا جدا للجند حتى ليقال : إن جيشه بلغ 120000 ( مائة وعشرين ألف ) مقاتل [1] بل لقد انضم إليه ابن الخليفة المتوفي هشام وأعني به القائد المغامر الذي لا يهدأ سليمان هشام وكان معه جيش من أربعة آلاف وكان مروان لا يزال في سوريا يحاصر حمص فكلف ابنه عبد الله - وكان مروان قد تركه في حران - بأن يمنع الضحاك من الزحف من الموصل . فأقبل عبد الله إلى نصيبين إذ كان عليه أن يتوقف ويتحصن في هذه المدينة بعد أن هزم في التحام مع الضحاك فحاصره الضحاك هناك وبعث فصيلة للاستيلاء على حصن الرقة على الفرات فباءت بالاخفاق وفي تلك الأثناء كان مروان قد فتح حمص عنوة وأقبل بنفسه إلى الرقة لمواجهة الضحاك . فالتقى الجمعان في كفرتوته وعرض الضحاك نفسه دون تحوط في مناولة أولية فسقط قتيلا . وخلفه الخبيري فجدد القتال بعد فترة قصيرة وتقدم حتى بلغ معسكر العدو لكن تكاثر عليه القوم وقتله العبيد في المعسكر بالهراوات وكان ذلك في سنة 128 ولعله نحو نهاية العام وأقوال أبي مخنف ( الطبري 2 / 1913 وما يليها ص 1938 ص 1940 ) في هذا موجزة ولكن ما أورده ثيوفانس يتفق مع رواية عبد الوهاب في الأمور الجوهرية . فهو يقول : إن الضحاك
[1] يستند هذا العدد طبعا إلى تقديرات شعبية لكن ثيوفانس يقول : إن الضحاك كان معه قوة عظيمة جدا .