نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 179
استعداداته العسكرية لمواجهة أشد أعدائه خصومة وأكثرهم الحاحا . ولكي يؤخر زحف هؤلاء نحو الكوفة ، أرسل المختار جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة يزيد بن انس ، المريض والمسن حينئذ [1] فاشتبك مع طلائع الجيش الأموي وتمكن بعد يومين من تحقيق انتصار غير متوقع . ولكن ذلك اقترن بوفاة القائد المنتصر في نفس الليلة ، فكان لموته تأثيرا سيئا على معنويات الجنود الذين تهيبوا ضخامة الجيش الأموي وأخذوا في التراجع إلى الكوفة [2] . بلغت أخبار الانسحاب ، ومعها إشاعات عن هزيمة جيش المختار [3] . فأسقط في يده ، وأمر قائده ابن الأشتر بالتوجه مع سبعة آلاف مقاتل [4] للحؤول دون توغل ابن زياد في العراق . غير أن خروج ابن الأشتر من الكوفة ترك مضاعفات خطيرة في المدينة وزاد الموقف حراجة ، حين انتفض الاشراف - وكأنهم كانوا ينتظرون خلو الكوفة من ابن الأشتر - وقد كان الحافز وراء ذلك ، تضارب مصالحهم