نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 178
مسرحا لها كان أمرا في منتهى الصعوبة . فهناك أخطار مباشرة تتهدد نظامه الحديث ، وتستهدفه مباشرة كلما اقترب الجيش الأموي - الذي فتك بالتوابين - من الكوفة . وهناك في الطرف الآخر ابن الزبير الذي لا زال يحتفظ بسيطرته على جنوب العراق ، وكان على المختار أن يتحاشى الاصطدام به ، واقناعه بأن حركته ليست ضده ، مع ما في هذا الاقناع من استحالة ، خاصة بعد أن منع الوالي الزبيري الجديد من دخول المدينة [1] . بالإضافة إلى ذلك فان الجبهة الداخلية ، لم تكن خالية من المتاعب . فالمختار وصل إلى الحكم - كما هو معروف - بواسطة الحزب الشيعي وهو ليس كل الكوفة . فكان من الطبيعي أن يواجه معارضة قوية - لا سيما من الاشراف الذين بايعوا مكرهين - سببت له الكثير من المشاكل وكادت تطيح بسلطانه الحديث العهد . والواقع ان الاحداث كانت تتلاحق بصورة مثيرة ولا بد من مواجهة الموقف بجرأة وحزم . وكان وصول عبيد الله بن زياد بجيشه الأموي إلى الموصل [2] من أثقل الأمور على المختار الذي بدا وكأنه يسابق الزمن في
[1] فلهوزن : الخوارج والشيعة : 215 . [2] ابن كثير : 8 / 268 .
178
نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 178