نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 168
للحسين أو الموت في سبيله [1] . ومن خلال هذا المفهوم نستطيع القول أن فشل الحركة العسكري لا يعني بالضرورة انها فشلت على الصعيد السياسي ، ولا يعتبر مبالغة بأية حال إذا اعتبرناها حركة سياسية ناجحة ، نفذت خطة موضوعة سلفا ، وقامت بتأدية مهمتها الانتقامية على أكمل وجه . وأخيرا فان أبرز ما حققته الحركة التوابية من نتائج ، انها سجلت بعض الايجابيات على صعيد حركة النضال الشيعي ، وانعكست تأثيراتها بصورة خاصة على المجتمع الكوفي ، فعبأت جماهيره بالثورة ، وعمقت في نفوسهم الكراهية والحقد ضد النظام الأموي ، الامر الذي جعل من الكوفة فيما بعد مسرح التحرك الدائم للحزب الشيعي وثوراته المتلاحقة ، المناهضة للنظام . والواقع ان الشيعة في الكوفة ظلوا يمارسون النقد الذاتي إزاء موقفهم من الحسين بعد عودة بقايا التوابين من ( عين الوردة ) ، واستمر التعبير عن الندامة والشعور بالاثم يمارس عبر نشاطات وتحركات مختلفة . ولكن غياب عدد من الشخصيات القيادية في الحزب الشيعي أدى إلى فراغ في الزعامة القادرة على تسجيل مواقف سياسية ذات أهمية . حتى رفاعة بن شداد القائد
[1] رأوا انهم لا يغسل عنهم ذلك الجرم ، الا قتل من قتله أو القتل فيه مروج الذهب 3 / 93 .
168
نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 168