نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 169
التوابي المنسحب ، لم يكن بمقدوره ، وهو المتقدم في السن والمهزوم عسكريا ، أن يتزعم الحزب الشيعي المفكك حينئذ . فهناك فراغ في الزعامة ، واختلاف في آراء القادة حول موقف الحزب من التطورات السياسية الجديدة ، وهناك تململ في أوساط القاعدة الجماهيرية التي لا تزال تتفجر بالنقمة وتقوم بضغوط على القيادة من أجل استئناف التحرك واتخاذ قرارات أكثر جدية . وكانت هذه الظروف فرصة نادرة امام الزعيم الشيعي المعتقل آنذاك في سجن الكوفة ، المختار الثقفي . فراقبها باهتمام كبير ، وكتب إلى صهره عبد الله بن عمر موسطا إياه من جديد لدى عبد الله بن يزيد أمير الكوفة [1] من أجل الافراج عنه . وقد تم له ذلك لقاء عهود قطعها لهذا الأخير [2] بعدم إثارة المتاعب وتجميد نشاطاته السياسية . ولكن المختار لم يكن بأية حال ذلك الرجل الذي يلتزم بعهود من هذا النوع وهو المحنك والسياسي الطموح ، وانما سخر منها ، وعجب لسذاجة الذين اعتقدوا انه سيحافظ عليها حيث قال : ما أحمقهم حين يرون اني أفي لهم بايمانهم هذه ، أما حلفي لهم بالله فإنه ينبغي لي