نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 282
سير إليهم الجنود ، فعادوا إلى طاعته ، وخالفه بنو هشام بن عبد الملك سليمان وأبان وغيرهما مع من انضاف إليهم من بنى أمية وحاربوه مرة بعد أخرى ، وخالفه ثابت بن نعيم الجذامي ، وأجابه كثير من أجناد الشأم كفلسطين وغيرها . وغلب الضحاك بن قيس الشيباني من بنى المحلم بن ذهل بن شيبان الخارجي الصفرى على العراق ، ولم يغلب أحدا من الخوارج قبله ولا بعده عليهما ، وسار للقاء مروان في جيوش عظيمة ومعه سليمان بن هشام بن عبد الملك في جمع مواليه ورجاله مؤتما بالضحاك تابعا له ، وفى ذلك يقول بعض شعراء الخوارج مفتخرا : ألم تر أن الله أنزل نصره * وصلت قريش خلف بكر بن وائل فالتقيا بكفر توثا من بلاد الجزيرة ، وأقاموا يقتتلون أياما كثيرة أشد قتال إلى أن قتل الضحاك وخليفته الخيبري ، وتفرق بقية الخوارج ، وذلك في سنة 129 وسارت الخوارج الأباضية من اليمن من قبل عبد الله بن يحيى الكندي الملقب طالب الحق ، عليهم أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي ، وبلج بن عقبة ، فنزلوا مكة يوم عرفة من هذه السنة ، ووادعهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان عامل مكة إلى انقضاء الحج ثم هرب وخلاها وسار إلى المدينة ، ودخلت الخوارج مكة فجهز عبد الواحد للقائهم جيشا ، أمر عليهم عبد العزيز بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان ، وخرجت الخوارج من مكة ، فالتقوا بقديد في صفر سنة 130 فقتل عبد العزيز في جمع كثير منهم ، من أهل المدينة سبعمائة أكثرهم من قريش ، ولم ينج الا الشريد ، فقالت نائحتهم : ما للزمان وماليه * أفنت قديد رجاليه فلأبكين سريرة * ولأبكين علانية ودخلت الخوارج المدينة ، فغلبوا عليها ثلاثة أشهر ، فوجه مروان للقائهم
282
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 282