نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 52
[45] - ومن مواعظه عليه السلام : أيّها الناس إنّ هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، ألا وإنّ اللَّه تعالى خلق الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى ، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سببا ، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي ، وإنها لسريعة الذهاب وشيكة الانقلاب ، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها ، واهجروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها ، ولا تسعوا في عمران دار قد قضى خرابها ، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها ، فتكونوا لسخطه متعرّضين ، ولعقوبته مستحقّين . [46] - وقال صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لرجل يوصيه : أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر ، وأقلل من الذنوب يسهل عليك الموت ، وقدّم مالك أمامك يسرّك اللحاق به ، واقنع بما أوتيته يخفّ عليك الحساب ، ولا تتشاغل عمّا فرض اللَّه عليك بما ضمن لك ، إنه ليس بفائتك ما قسم لك ولست بلاحق ما زوي عنك ، فلا تك جاهدا فيما يصبح نافدا ، واسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه . [47] - وروي عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت : كنت نائمة مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة النصف من شعبان ثم انتبهت فإذا النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليس عندي ، فأدركني ما يدرك النساء من الغيره فلففت مرطي ، أما واللَّه ما كان خزّا ولا قزا ولا قطنا ولا كتانا ، قيل : فما كان يا أم المؤمنين ( 1 ) ؟ قالت : كان سداوته من
[45] قارن ببهجة المجالس 2 : 292 ، حيث ورد بعضه منسوبا لسفيان الثوري . [46] محاضرات الأبرار 2 : 273 . [47] العلل المتناهية 2 : 66 - 69 ، وذكر عدة صور له وقال في جميعها : إنه حديث لا يصحّ .
52
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 52