نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 462
فرأى رجلا واقفا فقال له مثل ذلك ، فقال له : كنت عند أمي وهي مثقلة بالعلَّة فأفاقت في هذه الساعة ، وجاءتني امرأة فقالت : قد ولدت امرأتك ، فعزمت عليّ أمي أن أمضي فخرجت ، وهذا باب أمي وهذا بابي ، فقال : ما أراك إلَّا صادقا ، يا حرسيّ اضربا عنقه . ثم مضى وأنا معه ، فرأى رجلا شاربا فقال : ألم تسمع نداء الأمير ؟ قال : بلى . قال : فما حملك على الخروج ؟ قال : خذلان اللَّه وانه ماصّ كذا أو كذا فقال : ما أحسبك إلَّا صادقا خلَّيا عنه . [1180] - لقي أبو العيناء الفتح بن خاقان في حاجة فوعده ثم لقيه فوعده ، فلما كان في الثالثة ألفاه على حال ضجر ، فقال له الفتح : أما علمت أنه من طالب السلطان احتاج إلى ثلاث خلال ؟ قال : وما هنّ ، أعزّ اللَّه الأمير ؟ قال : عقل وصبر ومال ، فقال أبو العيناء : لو كان لي عقل لعقلت عن اللَّه تعالى أمره ونهيه ، ولو كان لي صبر لصبرت منتظرا رزقي أن يأتيني ، ولو كان لي مال لاستغنيت به عن تأميل الأمير والوقوف ببابه . [ 1181 ] - حدّث مخلد بن زردي الكاتب المدائني وكان يلقّب بلبد لطول عمره ، أنّ المأمون أول ما قدم العراق حظر أن يقلَّد الأعمال إلَّا الشيعة الذين قدموا معه من خراسان فطالت عطلة كتّاب السواد وعمّاله ، وكانوا يحضرون في كلّ يوم حتى ساءت حالة أكثرهم فخرج يوما بعض مشايخ الشيعة ، وكان مغفلا ، فتأمّل وجوههم فلم ير فيهم أسنّ من مخلد فجلس إليه وقال : إنّ أمير المؤمنين قد أمرني أن أتخيّر ناحية من نواحي الخراج صالحة المرفق ليوقّع بتقليدي إياها ، فاختر لي أنت ناحية ، فقال : إنّي لا أعرف لك عملا أولى من زبدات البحر وصدقات الوحش وخراج وبار ، فقال : اكتبه لي بخطَّك فكتبه ؛
[1180] زهر الآداب : 203 - 204 ومعجم الأدباء 14 : 53 ( عن علي بن عبيدة ) ومحاضرات الراغب 1 : 192 .
462
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 462