responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 454


قال : الساعة واللَّه يا بنيّ وقعنا نحن في الشّغل والخوف ، لأنّ عادة هؤلاء القوم ، يعني الخلفاء ، إذا خلص لهم الملك وانتظم ، الفكر في أقرب الناس منهم والإقدام على الإيقاع بهم وهم الوزراء ، وحقّ الوزير أبدا أن يشغل قلب سلطانه بالشيء بعد الشيء يلقيه إليه مما يحذره ويخشى سوء عاقبته ، فتدعوه الضرورة عند ذلك إلى اتصال الفكر فيه والاعتماد على وزيره في تلافيه ، فإذا خلا من ذلك صرف همّه وفكره إلى الأقرب فالأقرب منه ، فلم تؤمن بادرته ولم يسلم من معرّته وتغيير أمره وملالته ، إما ضجرا باتصال خدمته وطول معاملته ، وإما طمعا في ماله وحاله وشرها إلى نعمته . قال : فورد على القاسم من قول أبيه وعلينا ما علمنا أنّه قال الحقّ ، مع ممارسته للأمور ، وما شوهد ونقل من الأخبار في ذلك .
[ 1163 ] - وقال المحسّن بن علي بن محمد بن الفرات ، قال لي أبي : يا بنيّ إن خدمت هؤلاء الخلفاء ، فلا تترك حالا تقدر عليها في إزعاجهم وإرهابهم إلَّا اجتلبتها وأوردت خبرها عليهم ، حتى يكون قلب من تخدمه أبدا مشغولا منخوبا غير مفكر فيك ، فإنه إذا فرغ قلبه مما يتخوّفه عاد بالمكروه عليك وانصرف به إليك ولم يفكَّر إلا فيك .
[1164] - لما أسرف الحجاج في القتل بالعراق وإعطاء أصحابه الأموال ، كتب إليه عبد الملك بن مروان : أما بعد فقد بلغني سرفك في الدماء وتبذير الأموال ، ولا أحتمل هاتين لأحد من الناس ، وقد حكمت عليك في الدّم بالقود في العمد ، والدّية في الخطأ ، وأن تردّ الأموال إلى مواضعها ، فإنما المال مال اللَّه ونحن أمناؤه ، وسيّان منع حقّ وإعطاء باطل ، فلا يؤمّننك إلا الطاعة ولا يخيفنّك إلا المعصية ، وكتب في أسفل كتابه : [ من الطويل ] .



[1164] مروج الذهب 3 : 341 - 342 ووفيات الاعيان 2 : 35 والمستطرف 1 : 52 .

454

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست