responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 453


ووجد الدنيا خرابا فعمرها بالعدل ، حتى صار دخل المملكة يزيد على الخرج في كلّ سنة ألف ألف دينار ، بعد الخرج والنفقات على التمام والكمال ، واستيفاء الجيوش وسائر المرتزقة جاريهم على الإدرار من غير مطالبة او إذكار بسببه ، وكان هذا الفاضل في بيت مال الخاصّة لا ينفق منه شيء البتة ، ولا يحتاج إليه في وجه من الوجوه ، وأخّر النوروز إلى أحد عشر يوما من حزيران حيث تتكامل جميع الغلَّات الشتوية والثمار ، فيأخذ الخراج في أوانه من غير إضرار بتقديمه ، وأمر بالزيادة في المسجد الجامع بمدينة أبي جعفر ، وأمر بتسهيل عقبة حلوان وقال : هذا طريق الملك . فسهّلت إلى الموضع المعروف بدهليزان ، وأنفق عليها عشرون ألف دينار ، وأمر بردّ المواريث على ذوي الأرحام ، ولما أراد بناء قصره بالشمّاسية بأعلى بغداد ، استزاد في الذّرع بعد أن فرغ من تقدير جميع ما أراده للقصر ، فسئل عما يريد ذلك له ، فذكر أنه يريده ليبني فيه دورا ومساكن ومقاصير ، يرتّب في كلّ موضع منها رؤساء كلّ صناعة ومذهب ، من كلّ مذاهب العلوم النظريّة والعملية ، ويجري عليه الأرزاق السنيّة ، ليقصد كلّ من اختار علما أو صناعة رئيس ما يختاره فيأخذ عنه . ولو مدّ له في العمر حتى يفعل هذا ، لظهر فضل هذه الأمة على سائر الأمم ، ولكن حالت المنية دون الأمنية ، وللَّه أمر هو بالغه وهو أعرف بمصالح عباده .
[ 1162 ] - وكان عبيد اللَّه بن سليمان بن وهب وزير المعتضد من العقلاء ورجال التدبير . قال علي بن عيسى بن داود بن الجراح : دخلنا إليه لما فتح هو وبدر المشرق ، وفتح المعتضد والقاسم بن عبيد اللَّه معه ديار بكر ، وذلك في آخر سنة ستّ وثمانين ومائتين ، وكنت أنا وعمّي محمّد بن داود والقاسم ، فجعل القاسم ونحن بعده نهنّىء عبيد اللَّه باستمرار الصلاح في جميع البلاد ، وسكون النفوس ، وسقوط جميع الأعداء في أقطار المملكة ، قال : وعبيد اللَّه يسمع وهو مطرق ، ثم رفع طرفه وجعل ينظر إلى ابنه القاسم نظر متعجب ، ثم

453

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست