نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 397
فبها تدرك الحاجة وتنال الفرصة ، وتسويد من لا تعابون بتسويده ، والوفاء فإن به يعيش الناس ، وإعطاء من تريدون اعطاءه قبل المسألة ، ومنع من تريدون منعه قبل الإلحاح ، وإجارة الجار على الدهر ، وتنفيس البيوت عن منازل الأيامى ، وخلط الضيف بالعيال ، وأنها كم عن الرهان فبه ثكلت مالكا أخي ، وعن البغي فإنه صرع زهيرا أبي ، وعن السّرف في الدماء فإنّ قتلي أهل الهباءة أورثني العار ، ولا تعطوا في الفضول فتعجزوا عن الحقوق ، وأنكحوا الأيامى الأكفاء ، فإن لم تصيبوا الأكفاء فخير بيوتهن القبور ، واعلموا أني أصبحت ظالما مظلوما - ظلمني بنو بدر بقتلهم مالكا أخي ، وظلمتهم بقتل من لا ذنب له . ثم رحل عنهم فلحق بعمان فأقام بها حتى مات . [1026] - وصف عليّ كرم اللَّه وجهه صاحبا له فقال : كان لي فيما مضى أخ في اللَّه ، وكان يعظَّمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه ، فلا يتشهّى ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذّ القائلين ونقع غليل السائلين ، وكان ضعيفا مستضعفا ، فإذا جاء الجدّ فهو ليث عاد وصلّ واد ، لا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ، وكان لا يلوم أحدا على ما لا يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره ، وكان لا يشكو وجعا إلا عند برئه ، وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل ، وكان إن غلب على الكلام لم يغلب على السكوت ، وكان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم ، وكان إذا بدهه أمران نظر أيّهما أقرب إلى الهوى فخالفه ، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها ، وإن لم تستطيعوها فاعلموا أنّ أخذ القليل خير من ترك الكثير .
[1026] نهج البلاغة : 526 ( رقم : 289 ) والنصّ نفسه مع ما فيه من زيادات في الأدب الكبير : 105 ( والحكمة الخالدة : 326 ) وربيع الابرار 1 : 805 ونسب في عيون الاخبار 2 : 355 للحسن ؛ وانظر الاسد والغواص : 40 والمرادي : 239 وزهر الآداب : 198 .
397
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 397