نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 389
‹ 9 › ارتد لإخائك ، فإن كان من إخوان الآخرة فليكن فقيها ليس بمراء ولا حريص ، وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير [ ولا ] متسرع ( 1 ) ، فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه ، وإن الكذاب لا يكون أخا صادقا لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه ، وإنما سمّي الصديق من الصدق ، وقد يتّهم صدق القلب وإن صدق اللسان ، فكيف به إذا ظهر الكذب على اللسان . وإن الشرير يكسبك العداوة فلا حاجة لك في صداقة تجرّ إليك العداوة ، وإن التسرع تابع صاحبه ( 2 ) . ‹ 10 › فإذا آخيت أخا فلا تقطعه وإن ظهر لك منه ما تكره ، فإنه ليس كالمرأة الرديّة تطلقها إذا شئت ، ولكنه عرضك ومروءتك ولو كنت معذورا لنزل ذلك عند أكثر الناس بمنزلة الخيانة للإخاء . لا تعتذرنّ إلا إلى من يحبّ أن يجد لك عذرا . لا تستعيننّ إلا بمن تحبّ أن يظفر لك بحاجتك ولا تحدّثنّ إلا من يرى حديثك مغنما ما لم يغلبك اضطرار . ‹ 11 › إذا أصاب أخوك فضل منزلة أو سلطان فأره أنّ سلطانه زاده عندك توقيرا وإجلالا من غير أن تزيده ودّا ولا نصحا ، ولا تقرر الأمر بينك وبينه على ما كنت تعرف من أخلاقه فإن الأخلاق مستحيلة مع السلطان ، وربما رأينا الرجل المدلّ على السلطان بقدمه قد أضرّ به قدمه . ‹ 12 › احترس من سورة الغضب وسورة الحمية وسورة الحقد وسورة الجهل ، واعدد لكلّ شيء من ذلك عدة تجاهده بها : من الحلم والتفكر والروية وذكر العاقبة وطلب الفضيلة ، فليس أحد من الناس إلا فيه من كل طبيعة ونحيتة سوء غريزة ، وإنما التفاضل في مغالبة طباع السوء ، فأما أن يسلم
389
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 389