نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 344
وارغبوا بأنفسكم عن المطامع سنيّها ودنيّها ، ومسافّ الأمور ومحاقرها فإنها مذلَّة للرقاب مفسدة للكتاب ، ونزّهوا صناعتكم واربأوا بأنفسكم عن السعاية والنميمة ، وما فيه أهل الجهالة ( 1 ) والدناءة . إيّاكم والكبر [ والصلف ] والعظمة فإنها عداوة مجتلبة بغير إحنة ، وتحابّوا في اللَّه عز وجل في صناعتكم ، وتواصوا عليها فإنها شيم أهل الفضل والنبل من سلفكم . وإن نبا الزمان برجل منكم ، فاعطفوا عليه وواسوه حتى يرجع إليه حاله ، فإن أقعد الكبر أحدكم عن مكسبه ولقاء إخوانه فزوروه وعظَّموه وشاوروه ، واستظهروا بفضل تجربته وقديم معرفته ، وليكن الرجل منكم على من اصطنعه واستظهر به ليوم حاجته إليه أحدب وأحوط منه على أخيه وولده ، وإن عرضت مذمّة فليحملها من دونه ، وليحذر السّقط والزلَّة والملال عند تغيّر الحال ، فإنّ العيب إليكم معشر الكتاب أسرع منه إلى المرآة ( 2 ) ، وهو لكم أفسد منه [ لها ] . وابذلوا وفّقكم اللَّه ذلك من أنفسكم في الرخاء والشدة ، والاحسان والاساءة ، والغضب والرضى ، والسّرّاء والضّراء ، والحرمان والمواساة ، فنعمت ( 3 ) هذه السمة لمن يوسم بها من أهل هذه الصناعة الشريفة . وإذا ولي الرجل منكم أو صيّر إليه من أمور خلق اللَّه وعياله أمر فليراقب اللَّه تعالى ذكره ، وليؤثر طاعته فيه ، وليكن على الضعيف رفيقا وللمظلوم منصفا ، فإن الخلق عيال اللَّه ، وأحبّهم إليه أرفقهم على عياله ، وليكن بالحقّ عالما ، وللأشراف مكرما ، وللفيء موفّرا ، وللبلاد عامرا ، وللرعيّة متألَّفا ، وليكن في مجلسه متواضعا حليما لينا ، وفي استجلاب خراجه واستقضاء حقّه رفيقا إن شاء اللَّه .
344
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 344