responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 343


والصّلة ، بكم ينتظم الملك ، وبتدبيركم وسياستكم يصلح اللَّه سلطانهم ويجمع فيئهم ويعمر بلدانهم ، يحتاج إليكم الملك في عظيم ملكه ، والوالي في سنيّ قدره ، فموقع أسماعهم التي بها يسمعون ، وأبصارهم التي بضوئها ينظرون ، وألسنتهم التي بها ينطقون ، وأيديهم التي بها يبطشون . أنتم إذا آلت الأمور إلى موئلها وصارت إلى محاصلها ثقاتهم دون أهليهم وأولادهم وقراباتهم ونصائحهم ، فأمتعكم اللَّه بما خصّكم من فضل ( 1 ) صناعتكم ، ولا نزع عنكم سربال النعمة عليكم ، وليس أحد من أهل الصناعات كلَّها أحوج إلى اجتماع خلال الخير المحمودة ، وخصال الفضل المذكورة والمعدودة منكم .
أيها الكتّاب ؛ إنكم على ما سبق به الكتّاب من سنتكم ، فإنّ الكاتب يحتاج من نفسه ، ويحتاج من صاحبه الذي يثق به في مهمّات أموره إلى أن يكون حليما في موضع الحلم ، حكيما في موضع الحكمة ، مقداما في موضع الإقدام ، محجما في موضع الإحجام ، ليّنا في موضع اللين ، شديدا في موضع الشدّة ، مؤثرا للعفاف والعدل والإنصاف ، كتوما للأسرار ، وفيّا عند الشدائد ، عالما بما يأتي ويذر ، ويضع الأمور مواضعها ، وقد نظر في كلّ صنف من صنوف العلم فأحكمه ، وإن لم يحكمه شدا منه شدوا يكتفي به ، يكاد يعرف بغريزة عقله وحسن أدبه وفضل تجربته ما يرد عليه قبل وروده ، وعاقبة ما يصدر عنه قبل صدره ، فيعدّ لكلّ أمر عدّته ويهيّىء له أهبته .
فتنافسوا معشر الكتّاب في صنوف العلم والأدب وتفقهوا في الدين وابدأوا بعلم كتاب اللَّه عز وجل والفرائض ، ثم العربية فإنها ثقاف ألسنتكم ، وأجيدوا الخطَّ فإنه حلية كتبكم ، وارووا الأشعار واعرفوا معانيها وغريبها ، وأيام العرب والعجم وأحاديثها وسيرها ، فإنّ ذلك معين لكم على ما تسمون إليه بهممكم ، ولا يضعفنّ نظركم في الحساب فإنه قوام كتّاب الخراج منكم ،

343

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست