نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 326
وحامّتك قطيعة ، ولا يطمعنّ منك في اعتقاد عقدة تضرّ بمن يليها من الناس في شرب أو عمل مشترك يحملون مؤونته على غيرهم فيكون مهنأ ذلك لهم دونك وعيبه عليك في الدنيا والآخرة . وألزم الحقّ من لزمه من القريب والبعيد ، وكن في ذلك صابرا محتسبا واقعا ذلك من قرابتك وخواصك حيث وقع ، وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه ، فإن مغبّة ذلك محمودة . وإن ظنّت الرعية بك حيفا فأصحر لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونك باصحارك فإن في ذلك [ رياضة منك لنفسك ورفقا برعيتك و ] ( 1 ) إعذارا تبلغ به حاجتك من تقويمهم على الحقّ . ولا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوك ، للَّه فيه رضى ، فإن في الصلح دعة لجنودك ، وراحة لهمومك ، وأمنا لبلادك ، ولكن أحذر كل الحذر من عدوّك بعد صلحه ، فإن العدو ربما قارب ليتغفّل ، فخذ بالحزم ، واتّهم في ذلك حسن الظنّ . وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمّة فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمّتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت ، فإنه ليس من فرائض اللَّه شيء الناس أشدّ عليه اجتماعا مع تفرّق أهوائهم وتشتيت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود ، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر ، فلا تغدرنّ بذمّتك ، ولا تخيسنّ بعهدك ، ولا تختلنّ عدوّك ، فإنه لا يجترىء على اللَّه إلا جاهل شقيّ . وقد جعل اللَّه عهده وذمّته أمنا قضاه ( 2 ) بين العباد برحمته ، وحرما ( 3 ) يسكنون إلى منعته ، ويستفيضون إلى جواره ، فلا إدغال ولا مخالسة ولا خداع فيه ، ولا تعقد عقدا تجوز فيه العلل ، ولا تعوّلنّ على لحن قول بعد التأكيد والتوثقة ،
326
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 326