responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 325


صدور أعوانك ، وأمض لكلّ يوم عمله ، فإنّ لكل يوم ما فيه ، واجعل لنفسك فيما بينك وبين اللَّه ( 1 ) أفضل تلك المواقيت وأجزل تلك الأقسام ، وإن كانت كلها للَّه ، إذا صلحت فيها النية ، وسلمت منها الرعية ، وليكن في خاصّة ما تخلص به للَّه دينك : إقامة فرائضه التي هي له خاصة ، فاعط للَّه من بدنك في ( 2 ) ليلك ونهارك ، ووفّ ما تقرّبت به إلى اللَّه من ذلك كاملا غير مثلوم ولا منقوص بالغا من بدنك ما بلغ ، وإذا قمت في صلاتك للناس فلا تكوننّ منقّرا ولا مضيّعا ، فإن في الناس من به العلَّة وله الحاجة . وقد سألت رسول اللَّه عليه السلام حين وجّهني إلى اليمن : كيف أصلَّي بهم ؟ فقال : صلّ بهم كصلاة أضعفهم ، وكن بالمؤمنين رحيما .
وأما بعد هذا فلا يطولنّ احتجابك عن رعيتك ، فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق ، وقلة علم بالأمور ، والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ويعظم الصغير ، ويقبح الحسن ويحسن القبيح ، ويشاب الحقّ بالباطل ، وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور ، وليست على الحقّ سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب ، وإنما أنت أحد رجلين : إما امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحقّ ففيم احتجابك من واجب حقّ تعطيه ، أو فعل كرم تسديه ؟ أو مبتلى بالمنع فما أسرع كفّ الناس عن مسألتك إذا يئسوا من بذلك ، مع أن أكثر حاجات الناس إليك ما لا مؤونة فيه عليك ، من شكاة مظلمة أو طلب إنصاف في معاملة .
ثم إن للوالي خاصة وبطانة فيهم استئثار وتطاول وقلة إنصاف ، فاحسم مؤونة ( 3 ) أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال ، ولا تقطعنّ لأحد من حاشيتك

325

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست