نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 327
ولا يدعونّك ضيق أمر لزمك فيه عهد اللَّه إلى طلب ( 1 ) انفساخه بغير الحقّ ، فإنّ صبرك في ضيق أمر ترجو انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته ، وأن يحيط بك فيه من اللَّه طلبة لا تستقيل فيها دنياك ولا آخرتك . إياك والدماء وسفكها بغير حقّها ، فإنه ليس شيء أدعى لنقمة ، ولا أعظم تبعة ولا أحرى لزوال نعمة وانقطاع مدّة من سفك الدماء بغير حقّها ، واللَّه سبحانه مبتدىء بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء بغير حقها ( 2 ) يوم القيامة ، فلا تقوينّ سلطانك بسفك دم حرام ، فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله ، ولا عذر لك عند اللَّه ولا عندي في قتل العمد ، لأنّ فيه قود البدن ، فإن ابتليت بخطأ وأفرط عليك سوطك أو يدك بعقوبة ، فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة ، فلا تطمحنّ بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقّهم . وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها ، وحبّ الإطراء ، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسن . وإياك والمنّ على رعيتك بإحسانك ، أو التزيّد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلف ، فإن المنّ يبطل الإحسان ، والتزيد يذهب بنور الحقّ ، والخلف يوجب المقت عند اللَّه والناس ؛ قال اللَّه تعالى : * ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) * ( الصف : 3 ) . إياك والعجلة بالأمور قبل أوانها ، أو التثبّط ( 3 ) فيها عند إمكانها ، واللجاجة فيها إذا تنكرت ، أو الوهن عنها إذا استوضحت ، فضع كلّ أمر موضعه ، وأوقع كلّ عمل موقعه .
327
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 327