responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 319


قبلهم ، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظنّ برعيتك ، فإن حسن الظنّ يقطع عنك نصبا طويلا ، وان أحقّ من حسن ظنّك به لمن حسن بلاؤك عنده ، وإن أحقّ من ساء ظنك به لمن ساء بلاؤك عنده ؛ ولا تنقض سنّة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة ، واجتمعت بها الألفة ، وصلحت عليها الرعية ، ولا تحدثنّ سنة تضرّ بشيء من ماضي تلك السنن ، فيكون الأجر لمن سنّها ، والوزر عليك بما نقضت منها .
وأكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، وإقامة ما استقام به الناس قبلك .
واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض ، فمنها جنود اللَّه ، ومنها كتّاب العامة والخاصة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمّال الإنصاف والرفق ، ومنها كتّاب أهل الجزية والخراج من الذمة ومسلمة الناس ، ومنها التجار وأهل الصناعات ، ومنها الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكل من قد سمّى اللَّه سهمه ، ووضع على حدّه وفريضته في كتابه وسنة نبيه عليه السلام عهدا منه محفوظا :
فالجنود باذن اللَّه حصون الرعية وزين الولاة وعزّ الدين وسبل الأمن ، وليس الرعية إلا بهم ، ثم لا قوام للجنود إلا بما يخرج اللَّه لهم من الخراج الذي يقوون به في جهاد عدوهم ، ويعتمدون عليه فيما أصلحهم ، ويكون من وراء حاجاتهم ، ثم لا قوام لهذين الصنفين إلا بالصنف الثالث من القضاة والعمال والكتاب ، لما يحكمون من المعاقل ( 1 ) ويجمعون من المنافع ، ويؤتمنون عليه من خواصّ الأمور وعوامّها ، ولا قوام لهم جميعا إلا بالتجّار وذوي الصناعات فيما يجتمعون عليه من مرافقهم ويقيمون من أسواقهم ويكفونهم بالرفق بأيديهم مما لا يبلغه رفق غيرهم ، ثم الطبقة السفلى من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحقّ

319

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست