responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 320


رفدهم ومعونتهم ، وفي اللَّه لكلّ سعة ، ولكلّ على الوالي حقّ بقدر ما يصلحه . فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للَّه تعالى ولرسوله ولإمامك [ وأنقاهم ] جيبا ، وأفضلهم حلما ، ممّن يبطىء عن الغضب ، ويستريح إلى العذر ، ويرأف بالضعفاء ، وينبو على الأقوياء ، ممن لا يثيره العنف ، ولا يقعد به الضعف . ثم الصق بذوي الأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة ، أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة ، فإنهم جماع الكرم وشعب العرف ، ثم تفقّد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقمنّ في نفسك شيء قوّيتهم به ، ولا تحقرنّ لطفا تعاهدتهم به وان قلّ ، فإنه داعية لهم إلى بذل النصيحة لك ، وحسن الظنّ بك . ولا تدع تفقد لطيف أمورهم اتكالا على جسيمها ، فإن لليسير من لطفك موضعا ينتفعون به ، وللجسيم موقعا لا يستغنون عنه .
وليكن آثر رؤوس ( 1 ) جندك عندك من واساهم في معونته ، وأفضل عليهم من جدته بما يسعهم ويسع من وراءهم من خلوف أهليهم ، حتى يكون همّهم هما واحدا في جهاد العدوّ ، فإن عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك [ وإن أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودة الرعية ، وانه لا تظهر مودتهم إلا بسلامة صدورهم ] ( 2 ) ولا تصحّ نصيحتهم إلا بحيطتهم على ولاة أمورهم وقلة استثقال دولهم ، وترك استبطاء انقطاع مدّتهم ، وافسح في آمالهم وواصل من حسن الثناء عليهم وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم ، فإن كثرة الذكر لحسن فعالهم تهزّ الشجاع ، وتحرّض الناكل إن شاء اللَّه . ثم اعرف لكل امرىء منهم ما أبلى ، ولا تضمنّ بلاء امرىء إلى غيره ، ولا تقصرّنّ به دون غاية بلائه ، ولا يدعونّك شرف امرىء إلى أن تعظَّم من بلائه ما كان صغيرا ، ولا ضعة امرىء إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما .

320

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست