responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 305


مهابة في أنفس أقوام ( 1 ) وحلاوة في قلوب قوم آخرين ، فيعين قوم على أنفسهم ، ويعين قوم بما قبلهم ، ويستتبّ ذلك الأمر غير طويل ، ثم تصير الشّؤون إلى حقائقها وأصولها ، فما كان شيء من الأمر على غير أركان وثيقة ودعائم محكمة أوشك أن يتداعى ويتصدع . لا تكوننّ نزر الكلام والسلام ، ولا تبلغنّ إفراط ( 2 ) البشاشة ، فإن إحداهما من الكبر والأخرى من السّخف .
[808] - ومن كلام الحكماء : إذا كان الملك محصّنا للأسرار ، متخيرا لصالح الوزراء ، مهيبا في أنفس العامة ، بعيدا أن يعلم ما في نفسه ، لا يسلم منه ذو جريمة بجريمته ، ولا يضيع عنده بلاء ، مقدرا لما ينفق وما ينفد ( 3 ) ، كان جديرا ألا يسلب صالح ما أوتي .
[809] - قال سهل بن هارون : للسلطان سكرات فمنها الرضى عن بعض من يستوجب السخط ، والسخط على بعض من يستوجب الرضى ، ولذلك قيل قد خاطر من لجّج في البحر وأشدّ منه مخاطرة صاحب السلطان .
الملك ( 4 ) صبيّ الرضا كهل الغضب ، يأمر بالقتل وهو يضحك ، ويستأصل شأفة القوم وهو يمزح ، يخلط الجدّ بالهزل ، ويجاوز في العقوبة قدر الذنب ، ربما أحفظه الذنب اليسير ، وربما أعرض صفحا عن الخطب الكبير ؛ أسباب الموت



[808] كليلة ودمنة : 189 .
[809] جاءت كلمة سهل هذه في كتاب النمر والثعلب : 65 ( 16 ) ، 157 ( 24 ) ؛ ومعظمها في العقد 1 : 52 ونهاية الأرب 6 : 6 ؛ وقارن بقوله : « صبي الرضا كهل الغضب » قول معاوية : « إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبيان ويصول صولة الأسد » ( أنساب الأشراف 4 / 1 : 48 ، 55 ، 59 ) . 20 1 التذكرة

305

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست