responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 304


حاله على أن تسقط اللائمة عنه دون أن تجب المحمدة له ؛ ومنهم من ذنبه واضح وعذره معوز ، ولكنه فرد لا أخ له وفذّ لا تؤام معه ، والأولى به أن يقال إذا اعترف بالحوبة وأخلص في التوبة ؛ ومنهم المتردّد في هفواته والمتكرر في عثراته ، الجارية عادته أن يكسر التوبة إذا تاب ، ويفسخ عقد الإنابة إذا أناب ، فذلك الذي يعاقب بالاطَّراح ولا يطمع منه بالفلاح . الملك بمن غلط من أتباعه فاتعظ أشد انتفاعا منه بمن لم يغلط ولم يتعظ ، فإن الأول كالقارح الذي أدّبته العثرة وأصلحته الندامة ، والثاني كالذي هو راكب للغرّة وراكن إلى السلامة ؛ والعرب تزعم أن العظم إذا جبر من كسره ، عاد صاحبه أشد بطشا وأقوى يدا .
[807] - وقال ابن المقفع فيما يتأدب به السلطان : عوّد نفسك الصبر على ما خالفك من رأي ذوي النصيحة ، والتجرع لمرارة قولهم وعذلهم ، ولا تسهّلنّ سبيل ذلك إلا لأهل الفضل والمروءة والعقل في ستر ، لئلا ينتشر من ذلك ما يجترىء به سفيه ، أو يستخفّ به شانىء . واعلم أن رأيك لا يتّسع لكلّ شيء ففرّغه لمهمّ ما يعنيك ، وأن مالك لا يتّسع للناس ، فاخصص به أهل الحقّ ، وأنّ كرامتك لا تطيق العامة ، فتوّخ بها أهل الفضل ، وأنّ ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك وان دأبت فيهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك . واعلم أن ما شغلت من رأيك بغير المهم أزرى بك في المهمّ ، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحقّ ، وما عدلت به من كرامتك إلى أهل النقص أضرّ بك في العجز عن أهل الفضل . إن كان سلطانك عند جدّة دولة فرأيت أمرا استقام بغير رأي أو أعوانا اجزأوا بغير نيل ، وعملا أنجح بغير حزم ، فلا يغرنّك ذلك ولا تستنيمنّ إليه ، فإن الأمر الجديد مما يكون له



[807] الأدب الكبير : 47 - 48 ، 50 ( الحكمة الخالدة : 296 وما بعدها ) وانظر بعضه في نهاية الأرب 6 : 18 والبصائر 4 : 220 .

304

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست