responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 190


وقال له : زدني رحمك اللَّه ، قال : يا حسن الوجه أنت الذي يسألك اللَّه عن هذا الخلق يوم القيامة ، فان استطعت أن تقي هذا الوجه من النار ، فإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غشّ لأحد من رعيتك ، فإن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال :
من أصبح لهم غاشّا لم يرح رائحة الجنة ، فبكى هارون وقال له : عليك دين ؟
قال : نعم ، دين لربّي لم يحاسبني عليه ، فالويل لي إن ساءلني ، والويل لي إن ناقشني ، والويل لي إن لم ألهم حجّتي ، قال : إنما أعني من دين العباد ؛ قال : إن ربي لم يأمرني بهذا ، إنما أمرني أن أصدّق وعده وأطيع أمره ، فقال : * ( وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ، إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) * ( الذاريات : 56 - 58 ) ، فقال له : هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك ، وتقوّ بها على عبادتك ، فقال له : سبحان اللَّه أنا أدلَّك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا ، سلَّمك اللَّه ووفقك ؟ ثم صمت فلم يكلَّمنا ، فخرجنا من عنده ، فلما صرنا على الباب ، قال هارون : يا عباسي إذا دللتني على رجل فدلَّني على مثل هذا ، فهذا سيد المسلمين . فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت : يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال ، فلو قبلت هذا المال فتفرّجنا به ، فقال لها :
مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه ، فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه ، فلما سمع هارون هذا الكلام قال : ندخل فعسى يقبل المال ، فلما علم الفضيل خرج فجلس في ( 1 ) السطح على باب الغرفة ، فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلَّمه فلا يجيبه ، فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت : يا هذا آذيت الشيخ منذ الليلة ، فانصرف يرحمك اللَّه ، فانصرفنا .
[428] - قال زهير بن عباد : كان فضيل بن عياض ، ووهيب بن الورد



[428] حلية الأولياء 8 : 143 ؛ وزهير بن عباد رؤاسي كوفي ، حدث بمصر ودمشق عن مالك وابن

190

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست