نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 169
اليوم ؟ قال : خير ، قال : لتخبرنّي ، قال : خير ، قال فقال : بالأنس الذي بيني وبينك والإخاء إلا ما أخبرتني ، قال : إني واللَّه ذكرت ذنبا أصبته في هذا المكان فهذا الذي رأيته من أجل ذلك . [374] - وكان رأس مال عتبة فلسا ، فيشتري بالفلس الخوص ، فإذا عمله باعه بثلاثة فلوس ، فلس يتصدّق به ، وفلس يتّخذه رأس مال ، وفلس يشتري به شيئا يفطر عليه . [375] - ونازعت عتبة نفسه لحما ، فقال لها : اندفعي عنّي إلى قابل ، فما زال يدافعها سبع سنين ، حتى إذا كان في السابعة أخذ دانقا ونصفا أفلاسا فأتى بها صديقا له من أصحاب عبد الواحد بن زيد خبازا ، فقال : يا أخي إن نفسي تنازعني لحما منذ سبع سنين ، وقد استحييت منها ، كم أعدها وأخلفها ، فخذ لي رغيفين وقطعة من لحم بهذا الدانق والنصف ، فلما أتى به إذا هو بصبي ، قال : يا صبي ألست أنت ابن فلان وقد مات أبوك ؟ قال : بلى ، فجعل يبكي ويمسح رأسه ، وقال : قرة عيني من الدنيا أن تصير شهوتي في بطن هذا اليتيم ، فناوله ما كان معه ثم قرأ * ( ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) * ( الانسان : 8 ) . [376] - كان يجالس سفيان الثوريّ رجل ضرير ، فإذا كان شهر رمضان يخرج إلى السواد فيصلَّي بالناس ، فيكسى ويعطى ، فقال سفيان : إذا كان يوم القيامة أثيب أهل القرآن من قراءتهم ، ويقال لمثل هذا : قد تعجّلت ثوابك في الدنيا ( 1 ) فقال : يا أبا عبد اللَّه تقول لي هذا وأنا جليس لك ؟ قال : إني