نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 349
بالخير ، وإذا أردت أن تقول كيف تجدك ، فقل : أنزل اللَّه عليك الشفاء والرحمة ، فإنك إذا قلت : كيف تجدك ؟ فإما أجابك فقد ألزمته مؤونة الجواب ، وإما سكت عنك وذاك شديد على من يعقل . وكان الفضل هذا سديدا عاقلا ومتصرفا بخدمة الملوك ، قال له المهديّ : إنّي قد ولَّيتك ستر وجهي وكشفه ، فلا تجعل الستر بيني وبين خواصّي سبب ضغنهم عليّ بقبح ردّك وعبوس وجهك ، وقدّم أبناء الدولة فإنّهم أولى بالتقديم ، وثنّ بالأولياء ، واجعل للعامّة وقتا إذا وصلوا فيه أعجلهم ضيقه من التلبّث وحثّك لهم عن التمكَّث . [ 877 ] - قال الفضل بن سهل لحاجبه : إنك تسمع مني السرّ والعلانية ، وربما ذكرت الرجل ، فأسأت ذكره ، فلا ترينّ ذلك قليلا ولا تتغيرنّ له بما سمعت ، فلعلّ ذلك غاية عقوبتي إياه . [878] - وقال زياد لحاجبه : يا عجلان إني ولَّيتك هذا الباب ، وعزلتك عن أربع ، عزلتك عن هذا المنادي إذا دعا إلى الصلاة ، فلا سبيل لك عليه ، وعن طارق الليل فشرّ ما جاء به ، ولو جاء بخير ما كنت من حاجته . وعن رسول صاحب الثّغر فإنّ إبطاء ساعة يفسد تدبير سنة ، وعن هذا الطباخ إذا فرغ من طعامه . [879] - قال الحجاج : دلَّوني على رجل أولَّيه الشرطة ؟ فقيل له : أيّ الرجال تريد ؟ فقال : أريده دائم العبوس ، طويل الجلوس ، سمين الأمانة ، أعجف الخيانة ، لا يحنق في الحقّ على جرّة ، ويهون عليه سبال الأشراف في الشفاعة ، فقيل له : عليك بعبد الرحمن بن عبيد التميمي ، فأرسل إليه