نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 350
فاستعمله . قال : لست أقبلها إلَّا أن تكفيني عيالك وولدك وحاشيتك . فقال : يا غلام من طلب إليه منهم حاجة فقد برئت منه الذمّة . قال الشعبي : فلا واللَّه ما رأيت صاحب شرطة قطَّ مثله ، كان لا يحبس إلَّا في الدّين ، وكان إذا أتي برجل قاتل بحديد أو شهر سلاحا قطع يده ، وإذا أتي بنبّاش قبر حفر له قبرا فدفنه فيه ، فإذا أتي برجل قد احرق على قوم منازلهم أحرقه ، وإذا أتي برجل يشكّ فيه وقد قيل إنه لصّ ولم يكن منه شيء ضربه ثلاثمائه سوط ، فربما أقام أربعين ليلة لا يؤتى بأحد ، فضمّ إليه الحجاج شرطة البصرة مع شرطة الكوفة . [880] - وتحدّث المأمون فضحك إسحاق بن إبراهيم المصعبي ، فقال : يا إسحاق أؤهّلك لشرطتي وتفتح فاك من الضحك ؟ ! خذوا سواده وسيفه ، ثم قال : أنت بالشرابيّ أشبه ، فضعوا منديلا على عاتقه ، فقال إسحاق : أقلني يا أمير المؤمنين ، قال : قد أقلتك ؛ فما ضحك إسحاق بعدها . وكتب عليّ عليه السلام كتبا إلى عماله في الحروب والصدقات وغيرها ، ووصّى فأوقفهم فيها على سبيل الهداية ، وبصّرهم من تيه العماية ، يحصل بالوقوف عليها التأدب المغني عن التمثيل بغيرها : [881] - فمنها ما وصّى به معقل بن قيس الرياحي حين أنفذه إلى الشام مقدمة له : اتّق اللَّه الذي لا بدّ لك من لقائه ، ولا منتهى لك دونه ، ولا تقاتلنّ إلَّا من قاتلك ، وسر البردين ، وغوّر الناس ، ورفّه في السير ، ولا تسر أول الليل فإنّ اللَّه جعله سكنا ، وقدره مقاما [ لا ظعنا ] فأرح فيه بدنك ، وروّح ظهرك ، فإذا وقفت حتى فجر الصبح ( 1 ) فسر على بركة اللَّه ، فإذا رأيت