responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 347


عز وجل فلذلك جعلته آخره وختمته به : تولَّانا اللَّه وإياكم معشر الكتاب بما يتولَّى من سبق عمله في إسعاده وإرشاده ، فإنّ ذلك إليه وبيده ، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته .
فأما القضاء والمظالم فمن أكبر أسباب السلطان ، ومتوليها أعلى منزلة من أعوانه ، وكتب الفقه أولى مكان لذلك .
[871] - وقد كتب عمر بن الخطَّاب رضي اللَّه عنه إلى أبي موسى الأشعري كتابا يمثّل به أدب القضاء نحن نقتصر عليه : أما بعد فإنّ القضاء فريضة محكمة ، وسنّة متّبعة ، فافهم إذا أدلي إليك ، فإنّه لا ينفع تكلَّم بحق لا نفاذ له ، وآس بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حقّك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك . البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر ، والصلح بين المؤمنين جائز إلَّا صلحا أحلّ حراما أو حرّم حلالا .
لا يمنعك قضاء قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك وهديت فيه رشدك أن ترجع إلى الحق ، فإنّ الحقّ قديم ، ومراجعة الحقّ خير من التمادي في الباطل . الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنّة ، ثم اعرف الأمثال والأشباه فقس الأمور عند ذلك [ بنظائرها ] ، واعمد إلى أقربها إلى اللَّه عز وجل وأشبهها بالحقّ ، واجعل لمن ادّعى حقا غائبا أو بينة أمدا ينتهي إليه ، فإن أحضر بينته أخذت له بحقّه ، وإلَّا استحالت عليه القضية ، فإنّه أخفى للشكّ وأجلى للعمى . المسلمون عدول بعضهم على بعض إلَّا مجلودا في حدّ أو مجرّبا عليه شهادة زور ، أو ظنينا في ولاء أو نسب ، فإنّ اللَّه عزّ وجلّ تولَّى منكم السرائر ودرأ بالبينات والأيمان . وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر عند الخصومات ، فإنّ الحقّ في مواطن الحقّ يعظَّم اللَّه به الأجر ويحسن به



[871] البيان والتبيين 2 : 48 - 50 وعيون الأخبار 1 : 66 والكامل للمبرد 1 : 14 والعقد 1 : 86 ونثر الدر 2 : 24 - 25 وأخبار القضاة 1 : 70 - 73 ورونق التحبير ، الورقة : 18 / أ ( مخطوطة الرباط / د : 1182 ) ولقاح الخواطر : 9 ب ( وفيه تفسير ألفاظه ) .

347

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست