responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 346


وخزّان وحفظة لا يحتمل منكم التضييع والتبذير ، واستعينوا على عفافكم بالقصد في كلّ ما عدا عليكم ، فنعم العون عونكم على صيانة دينكم ، وحفظ أمانتكم وصلاح معاشكم . واحذروا متالف السّرف وسوء عاقبة التّرف ، فإنّهما يعقبان الفقر ، ويذلَّان الرقاب ، ويفضحان أهليهما ، ولا سيّما الكتاب .
والأمور أشباه وبعضها دليل على بعض ، فاستدلَّوا على مؤتنف عملكم بما سبقت إليه تجربتكم ، ثم اسلكوا من مسالك التدبير أوضحها محجّة ، وأرجحها ( 1 ) حجّة ، وأحمدها عاقبة . واعلموا أن للتدبير آفة وضدا واقعا لا يجتمعان في أحد أبدا ، وهو الوصف المشغل لصاحبه عن إنفاذ عمله ورويّته ، فليقصد الرجل منكم في مجلس تدبيره قصد الكافي في منطقه ، وليوجز في ابتدائه ، وليأخذ بمجامع حججه ، فإنّ ذلك مصلحة لعقله ، ومحجّة لذهنه ، ومدفعة للتشاغل عن إكثاره ، وإن لم يكن الاكثار عادة ، ثم وضع وضعه في ابتداء كتاب أو جواب لحاجة فلا بأس ؛ ولا يدعونّ الرجل صنيع اللَّه جلّ ذكره في أمره وتأييده إياه بتوفيقه ، إلى العجب المضرّ بدينه وعقله وأدبه ، فإنّه إن ظنّ منكم ظانّ ، أو قال قائل ، إنّ ذلك الصّنع لفضل حيلة ، وأصالة رأي وحسن تدبير كان متعرضا ( 2 ) لأن يكله اللَّه تعالى إلى نفسه ، فيصير بها إلى غير كاف .
ولا يقل أحد منكم إنه آدب وأعقل وأحمل لعبء التدبير والعمل من أخيه في صناعته ، فإنّ أعقل الرجلين عند ذوي الألباب القائل إنّ صاحبه أعقل منه ، وأحمقكم الذي يرى أنه أعقل من صاحبه ، لعجب هذا بنفسه ، ونبذ ذلك العجب وراء ظهره إذ كان الآفة العظمى من آفات عقله . ولكن قد يلزم الرجل أن يعرف فضل اللَّه عزّ وجلّ من [ غير ] عجب ، ويحمده بالتواضع لعظمته ، وأنا أقول في آخر كتابي هذا وغبر كلامه بعد الذي فيه من ذكر اللَّه

346

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست